فتحت الحكومة العراقية المعينة الباب أمام أزمة ديبلوماسية عميقة مع دول الجوار متهمة اياها بعدم «الوفاء» بتعهدات سابقة بمنع تسلل «مقاتلين أجانب» الى العراق... بل ان حكومة «علاوي» ذهبت الى حد تهديد دول مجاورة لم تسمها ب»ضربات أمريكية» في حال ثبت دعمها (الدول المجاورة) للمقاومة. وكانت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية قد نقلت في وقت سابق عن وزير الخارجية العراقي المعين هويشار زيباري قوله انه سيتم في غضون ايام نشر معلومات عن «المساعدات» التي تقدمها دول مجاورة للمقاومة مشيرا الى ان من وصفهم ب»المتمردين» استفادوا من دعم مالي ومساعدات لوجستية وتدريبات من وكالات وهيئات حكومية في تلك الدول، حسب قوله. وقدر زيباري عدد «المقاتلين الاجانب» في العراق بنحو آلاف شخص. حكومة «علاوي» تهدد لكن وزير الخارجية العراقي المعين «عمّق» الازمة بين حكومة «علاوي» ودول الجوار حيث اتهم هذه الدول بعدم «الوفاء» بتعهدات سابقة بمنع «مسلحين أجانب» من التسلل الى العراق. وقال زيباري في تصريحات أدلى بها لهيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) «إن عدة دول تعهدت بالتعاون في ضبط الحدود غير ان تلك التعهدات لم تنفذ». وأضاف : «إنه لا يوجد في الواقع ما يدل على ان لدى أي من دول الجوار سياسة متعهدة لدعم المقاومة.. إن المسلحين يدخلون من ايران وسوريا والسعودية والكويت والاردن». وتابع يقول : «انه حتى الكويت التي أعربت عن استعدادها للتعاون لديها رعايا ينخرطون في ما وصفها ب»الشبكات الارهابية». وذهب زيباري في قوله الى حد التهديد بالاستعانة بقوات الاحتلال الامريكي لتوجيه ضربات الى أية دولة مجاورة يثبت دعمها للمقاومة. وأضاف : «إن الدعم الاجنبي للمقاومة مستمر بشكل خطير.. لكنه سينقلب في النهاية شرا على الحكومات التي تدعمها»، حسب عباراته. ورغم ان وزير الخارجية العراقي المعين رفض الافصاح عن الدول المجاورة التي اتهمها بدعم المقاومة العراقية، فإن مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى أشاروا الى ان هذه الدول هي ايران وسوريا. تحرك سوري ايراني وقد تزامنت هذه الاتهامات والتهديدات مع قمة سورية ايرانية أكدت ان الازمة التي يشهدها العراق انما هي نتيجة طبيعية لغزو هذا البلد واحتلاله من قبل القوات الأمريكية. وقد وجه الرئيسان السوري بشار الاسد والايراني محمد خاتمي خلال اجتماعهما في طهران امس الاول نداء مشتركا طالبا فيه برحيل القوات الاجنبية من العراق. وقال خاتمي «إن هذه الازمة كانت متوقعة لأنها ناتجة عن العدوان وعن احتلال الولاياتالمتحدة للعراق». وقال خاتمي متحدثا مع الاسد بعد لقائهما «في ما يتعلق بالعراق ليس هناك اي خلاف في المقاربة بين سوريا وايران» مضيفا «إن الحل يستوجب وضع حد للاحتلال في أسرع وقت ممكن وتشكيل حكومة تمثل الشعب العراقي بمختلف أطيافه وبمشاركة المجتمع الدولي في اعادة الاعمار واعادة احلال الاستقرار. من جانبه قال الاسد «كنا دائما متفقين مع ايران على ضرورة ضمان وحدة الاراضي العراقية وسلامتها وتولي حكومة تمثيلية قيادة العراق ورحيل قوات الاحتلال عنه. وأضاف : «إن العراق في مقدمة اهتماماتنا مع القضية الفلسطينية». وقد بحث الجانبان أيضا المخاطر الامنية التي تهدد البلدين بسبب تحركات «الموساد» في شمال العراق، وفق ما ذكرته مصادر متطابقة.