من أشهر العادات التي تشتهر بها جربة مجموعة من الأبراج الدفاعية التي بنيت في فترات متباعدة، اما اشهرها فهو برج الغازي مصطفى او البرج الكبير وهو من أبرز المعالم التاريخية بجزيرة جربة، وأحد أهم المحاور التي اجريت عليه عدة ترميمات، ويعود البرج الى القرن الخامس عشر الميلادي حيث شيّد بأ مر من السلطان الحفصي «أبي فارس عبد العزيز» الذي تنقل سنة 1432م الى جزيرة جربة لردّ الحملة الاسبانية التي كان يقودها الملك الأرغوني ألفونس الخامس بنفسه. وأثبتت الحفريات وأعمال الترميم التي اجريت على المعلم بداية من شهر جويلية 1968 وجود اسس لحصن قديم يعود الى القرن التاسع يشابه في تصميمه حصن قشتيل الوادي الموجود قرب القنطرة وهو ما يبرّر رأي بعض المؤرخين بأن البرج هو ذلك الذي بناه القائد الصقلي روجار دي لوريا سنة 1289م. وفي سنة 1560،احتلّ الجيش الاسباني الذي وجهه الملك فيليب الثاني لمحاربة الأتراك وعاملهم على طرابلس المسيطر على جربة الرايس درغوث باشا، برج الغازي مصطفى، فحاصرهم الجربيون والأتراك اكثر من شهرين انتهيا باستسلام الاسبان وانهزامهم بعد ان خلّفوا خسائر جسيمة. ثم لما سيطر درغوث على الجزيرة كلّف أحد أعوانه وهو القائد غازي مصطفى بتسيير شؤون الجزيرة وبترميم البرج وتجديده. وتمت الاشغال سنة 1567م حسب ما تشير اليه اللوحة التذكارية التي عثر عليها في البرج وفي الفترة الموالية وعندما أصبحت الجزيرة تابعة لسيطرة البايات بداية من سنة 1605م نصّبت في البرج وحدة عسكرية. ومنذ ذلك الوقت لم يقحم البرج في اي حدث عسكري هام. وفي سنة 1881م انتصب الجيش الفرنسي داخل البرج فتدهورت في الاثناء حالة البناية. ثم غادره سنة 1903م بأمر من الباي، وسُلّم المعلم الى الحكومة التونسية التي اقرته معلما تاريخيا وطنيا في 15 مارس 1904م.