تشتهر جزيرة جربة بعديد المعالم والأبراج التاريخية التي بنيت في فترات متباعدة من أشهرها برج الغازي مصطفى او البرج الكبير كما يعرف بالجزيرة وهو من أبرز المعالم التاريخية وأحد أهم المحاور التي ارتبطت بها أحداثها التاريخية وذكر هذا المعلم في عدة مناسبات من طرف الرحالة والجغرافيين القدامى الذين اشادوا بعظمة بنيانه خاصة وأن هذا البنيان الضخم ما كان ليختفي عن أنظار زوار حومة السوق المقامة على الساحل الشمالي للجزيرة ويعود هذا المعلم الذي أجريت عليه عدة ترميمات الى القرن الخامس عشر ميلاديا حيث شيد بأمر من السلطان الحفصي أبي فارس عبد العزيز الذي تنقل سنة 1432 م الى جزيرة جربة لردّ الحملة الاسبانية التي كان يقودها الملك الارغوني ألفونس الخامس بنفسه. وفي سنة 1560م احتل الجيش الاسباني الذي وجهه الملك فيليب الثاني لمحاربة الأتراك ولما سيطر درغوث باشا على الجزيرة كلف القائد غازي مصطفى بتسيير شؤون الجزيرة وبترميم البرج وتحديده وتمت الأشغال سنة 1567م حسب ما أشارت اليه اللوحة التذكارية التي عثر عليها في البرج. وفي سنة 1881م انتصب الجيش الفرنسي داخل البرج فتدهورت في الأثناء حالة بنيانه ثم تمت مغادرة الجيش الفرنسي له سنة 1903 م بأمر من الباي، وسلّم المعلم الى الحكومة التونسية التي أقرته معلما تاريخيا وطنيا في 15 مارس 1904 م ويتخذ البرج شكلا مستطيلا تبلغ أبعاده 68 مترا و53 مترا أما جدرانه العالية فبنيت من كتل حجرية مصقولة وتشتمل الواجهة الجنوبية على أربعة ابراج مربعة بينما كان الدخول الى الحصن يتم في السابق عبر مسلك متحرك يرفع فوق خندق يحيط بالبرج يبلغ عرضه حوالي 15م اما أقسامه الداخلية فتضم مرافق متعددة من بيوت وساحات ودورا علوية ومدارج ثم أضاف القائد الغازي مصطفى مرافق أخرى تتمثل في غرف واسطبلات ومسجد كما تحتوي المساحة المقابلة للبرج على فساقي ضخمة أحدثت لتزويد الأهالي بالماء وأثبتت الحفريات وأعمال الترميم التي اجريت على المعلم بداية من شهر جويلية سنة 1968 وجود أسس لحصن قديم يعود الى القرن التاسع يشبه في تصميمه حصن قشتيل الوادي الموجود قرب القنطرة وهو ما يبرر رأى بعض المؤرخين بأن البرج هو ذلك الذي بناه القائد الصقلي روجار دي لوريان سنة 1289م وتتمثل الوظيفة الحالية للبرج في إشعاعه ودفعه للسياحة بالجهة اذ في غرفه الرحبة ما يشجع على إقامة الكثير من الأنشطة الثقافية والاجتماعية واللقاءات والمعارض وهذا ما تسعى إليه دائما جمعية صيانة جزيرة جربة والأوساط المسؤولة ولعل المشروع المنتظر لتوظيف اشمل هو إنشاء مركز للبحوث التاريخية يهدف الى توسيع المعرفة المحلية ولم لا الجهوية.