بعد اجراء 4 جولات من عمر بطولة الرابطة المحترفة الاولى تطرح عديد الاسئلة حول الاستنتاجات من هذه المرحلة القصيرة. فهل سيواصل النادي البنزرتي ثورته العارمة وهل هذا هو الوجه الحقيقي للرباعي التقليدي؟ وهل سيعيد نادي حمام الانف سيناريو المواسم الماضية والى أين يسير الاولمبي الباجي ومستقبل القصرين؟ وماهي أهداف الاتحاد المنستيري والملعب التونسي؟ وماذا ينتظر الشارع الرياضي التونسي من بقية الفرق؟ للإجابة عن تساؤلاتنا استضفنا لكم مدرب الاتحاد المنستيري السيد سمير الجويلي في محاولة لتقييم عطاء كل فريق الى حد الجولة الرابعة من وجهة نظره. كيف تقيم مستوى البطولة في جولاته الاربع الاولى؟ أعتقد بأن مستوى بداية البطولة في هذا الموسم كان أفضل من المواسم الفارطة حيث كان النسق مرتفعا بحكم جاهزية كل الفرق ولو ان بعضها لم يظهر بوجهه الحقيقي في انتظار اكتمال الانتعاشة البدنية للاعبين. لكن ألا ترى ان توقف البطولة خلال شهر رمضان قد يهدم ما تم بناؤه؟ لتوقف نشاط البطولة خلال شهر رمضان المعظم وجهان متناقضان: الاول ايجابي لانه يحمي اللاعب الصائم من الارهاق الذي قد يلحق به ضررا لأن اللاعب الصائم يبذل مجهودا قد لا يتحمله بدون ضرر والثاني وجه سلبي لأن توقف النشاط من شأنه ان يحد من النسق ويبطل جاهزية اللاعبين ويتطلب من الاطار الفني الإعادة من البداية. وأرى ان الحل المستقبلي الأنسب يتمثل في تعميم الأضواء الكاشفة على كل ملاعب فرق الدرجتين الاولى والثانية وإجراء اللقاءات ليلا في سهرات رمضانية. مفاجأة الجولات الاولى كان النادي البنزرتي، أليس كذلك؟ يقيني ان النادي البنزرتي غالط الجميع فقد تحدث الناس كثيرا عن مشاكل هذا النادي خلال الصائفة حتى اعتقد منافسوه انه سيكون متأثرا بأوضاعه. الا ان الفريق قام بتحضيرات جدية وأصبح يمتلك مجموعة من اللاعبين الذين يحدوهم الطموح في التألق والبروز. إلا انني أشك في قدرة هذا الفريق على المواصلة في نفس هذا النسق. الترجي الرياضي جمع 3 انتصارات وبدأ متأرجحا بين السلبي والايجابي، بماذا تفسّر ذلك؟ الترجي حافظ على تركيبته السابقة على مختلف المستويات من إطار إداري وفني ولاعبين. ونتائجه لم تكن في مستوى الطموحات فقد انتصر بصعوبة امام الاولمبي الباجي وأمام الاتحاد في لقاء كنا جديرين فيه بنتيجة أفضل وانهزم امام الملعب التونسي وكان انتصاره الباهر الوحيد امام مستقبل القصرين مما يؤكد بأنه رغم انتصاراته الثلاث فإن بدايته كانت متوسطة لا غير وينتظر ان يعود بقوة في الفترة القادمة. النجم لعب 4 مباريات الى جانب النادي البنزرتي الذي لم يذق طعم الهزيمة . كيف تقيّم مستواه؟ النجم يتقاسم مع النادي البنزرتي المرتبة الاولى وقد حقق فوزا عريضا في اللقاء المتأخر مساء السبت قبل الماضي امام أمل حمام سوسة وهذا الفريق بدأ موسمه بمدرب جديد ولاعبين شبان مازالوا في حاجة الى التأقلم والانسجام والتعود على المباريات الكبرى واعتقد بأن المدرب لطفي رحيم يقوم بعمل كبير ستظهر نتائجه قريبا وسيجني النجم ثماره وعلى أحبائه الصبر وعدم التسرّع لأن المدرب لا يقدر على تغيير فريق عانى الكثير من المشاكل في ظرف شهرين. والنادي الصفاقسي؟ النادي الصفاقسي يملك أفضل زاد بشري على الاطلاق ويبدو انه يحتاج الى فترة أخرى من الانتظار حتى يتأقلم اللاعبون مع طريقة مدربهم الجديد. إلا أنني أعتقد ان فريق عاصمة الجنوب هذا الموسم سيكون له شأن أفضل من بقية المواسم. والنادي الافريقي بعد انتصاره الثمين الأخير؟ النادي الافريقي عرف بداية صعبة: تعادل أمام القوافل وانتصار بشق الأنفس أمام الشبيبة وهزيمة ببنزرت ومن حسن حظه انه حقق انتصارا ثمينا في الجولة الفارطة أعاد اليه الاعتبار وجعله يسترد أنفاسه. وأعتقد ان هذا الفريق قادر على العودة القوية لأنه فريق متكامل ومتجانس ولا تنقصه الا النجاعة الهجومية ان توفّرت له فسيكون من أخطر المنافسين ولأنه فريق لا يستسلم الى اللحظات الأخيرة وله قوة تساعده على النجاح تكمن في جمهوره. هل ستكون هزيمة الملعب التونسي الأخيرة مؤشرا لإعادة سيناريو الموسم الماضي؟ قد يكون ذلك كذلك، لكنني اعتقد بأن الملعب التونسي سيلعب دورا أهم هذا الموسم لأنه يمتلك مجموعة من الشبان وعرف بداية قوية بعد تحضيرات جدية. شبيبة القيروان ظهرت بوجه مشرف، كيف ترى بقية مشوار هذا الفريق؟ فريق الشبيبة القيروانية سيكون مفاجأة هذا الموسم، لقد تغيّر الفريق كثيرا وتعاقد مع مدرب كفء وله خبرة واسعة وسيكون له شأن في هذه البطولة. نصل الى الاتحاد المنستيري الذي أصبح يحتل المرتبة الثامنة. كيف تقيّم مسيرته الى حد الآن؟ في اعتقادي ان العودة بنقطتين من لقاءين خارج قلاعنا أمر ايجابي ولو انه كان بمقدورنا العودة بنتيجة أفضل. فأمام النادي البنزرتي كانت لنا اسبقية بهدفين لكن الخروج الاضطراري لكوامي واضطرارنا الى إقحام رزيق في مكان غير مكانه بحكم انعدام البديل نظرا لغياب خالد هماني بسبب العقوبة كان وراء قبولنا لهدفين في حين أهدرنا في مباراة حمام الأنف فرصا لا تحصى ولا تعدّ بينما لم تكن هزيمتنا امام الترجي لتعكس مردودنا ووجهنا الحقيقي فقد سجلنا هدفا حقيقيا وتم رفضه وكنا جديرين بنتيجة أفضل. وأعتقد بأننا قادرون على لعب الأدوار الاولى لأن طموحات العائلة الموسعة كبرت وسيكون مستقبل الاتحاد أفضل من حاضره. وترجي جرجيس الضيف الثاني للرابطة الأولى، كيف تقيّم مردوده؟ ترجي جرجيس عرف الاستمرارية على المستوى الاداري والفني وحافظ على جل لاعبيه. وقد حقق في البداية نتائج مقبولة وهو قادر على التحسن، وقد يكون المفاجأة الثانية في الموسم. فريق القوافل تغيّر كليا، كيف تراه؟ فريق جديد من الألف الى الياء. وما ينقصه الا التلاحم والتجانس وانتظار بعض الوقت لأن له لاعبين لهم الكثير من الخبرة وأرى مستقبل هذا الفريق أفضل من حاضره. مستقبل القصرين جمع 3 نقاط وعرف مشاكل عديدة. ألا ترى ان ذلك قد يضر به؟ بالتأكيد، وقد يندم في الأخير على التفريط في النقاط المهدورة بميدانه. ولابدّ له من إيقاف نزيف تغيير الإطار الفني ومعالجة حقيقة مشاكله، وعليه بالتدارك العاجل قبل فوات الأوان وانتظر تواصل الصعوبات لفترة أخرى. فريق أمل حمام سوسة بعد بداية موفقة انهزم على غير العادة بميدانه. ألا ترى ذلك مؤشرا سلبيا لهذا الفريق؟ ما امتاز به فريق أمل حمام سوسة هذا الموسم هو اختياره لنهج الاستمرارية وهو قادر على التدارك وضمان البقاء. وقد جاءت هزيمته الأخيرة أمام جاره النجم بنتيجة عريضة لتدخل بعض الشك في نفوس احبائه وتتسبب في ردود فعل لا تخدم مصلحة الفريق. وأنتظر ان تمرّ العاصفة بسلام وأنتظر تداركا سريعا لفريق الأمل واستفاقة حاسمة في الجولات القادمة. الاولمبي الباجي؟ هذا الفريق غادره مدربه الذي اشرف على تحضيراته خلال الصائفة وأجبر على التعاقد مع مدرب جديد يحتاج بعض الوقت ليرسخ طرقه ولتظهر نتائج عمله. والأيام القادمة ستشهد تحسّنا في العطاء والمردود والنتائج. نختم الجولة بالحديث عن نادي حمام الأنف الذي يملك في رصيده نقطة يتيمة بعد 3 هزائم وتعادل واحد. كيف ترى مستقبله؟ لقد تعوّدنا على البدايات الصعبة لأبناء بوقرنين، رغم محافظته على إطاره الإداري والفني فإن بدايته في هذا الموسم لم تكن موفقة بالمرة، وأعتقد بأن هذا الفريق مازال تحت تأثير هزيمته الأولى في الجولة الافتتاحية أمام أمل حمام سوسة.