نزل الستار مؤخرا على الدورة الثالثة لمهرجان صيف المتوسط بأكودة والتي تراوحت فقراتها بين الموسيقى والمسرح والسينما وامتدت على عشر أيام في ظل حضور جماهيري ضعيف ويثير أكثر من نقطة استفهام. وكان الموعد قبل السهرة الختامية مع عرض موسيقي أمّنته فرقة موسيقية تضم خيرة العازفين من سوسة على رأسهم القيدوم محمد طاڤة، وبقيادة نجيب ارڤاز بمشاركة الفنانان رؤوف عبد المجيد ونسرين الدريدي، ونشّط السهرة الفنان جلول الجلاصي. حضور خلّف أكثر من استفسار! يعتبر رؤوف عبد المجيد من الاصوات التي تشق طريقها بثبات بتوجّه يحرص فيه على النوعية الطربية، إلا أنه في حفل أكودة بدا على غير العادة من حيث الاداء ولا ندري إن كانت حمّى الاستسهال سببا أم هناك ظروف معينة جعلته يبدو بمثل تلك الصورة التي طغى عليها البرود وعدم الاجتهاد. عموما مهما كانت هذه الظروف فإنها لا تبرر على الاقل نسيانه للكلمات في عدة أغان أدّاها والحال أنها من الاغاني الخالدة والمعروفة مما أحرج الفرقة التي حاولت بخبرتها تغطية هذا الاخلال الذي تكرر عدة مرات. حضور غير عادي شارك رؤوف عبد المجيد في الفقرات الغنائية المبرمجة وجه من وجوه طريق النجوم، لا يقل قيمة صوتية عن رؤوف ونعني نسرين الدريدي وقد كانت الاغاني المؤداة مناسبة لطاقتها الصوتية في حين لم يناسب اللباس الذي خيرت الظهور به هذه الاجواء الرمضانية وخاصة النوعية الغنائية التي افتتحت بها مشاركتها حيث غنّت «الرضى والنور» وغيرها من الاغاني وقد لبست ميني جيب به فتحة كبيرة مما خلق إحراجا للحضور وحرمهم من التمتع بتلك الاغاني. حضور متميّز النقطة الأكثر إضاءة في السهرة الى جانب إبداع العازفين كانت بإمضاء جلول الجلاصي الذي عزف وغنّى وقلّد ونقد بإبداعه وخفة دمه المعهودة، فأمتع الجمهور وبث فيهم موجات من الضحك المتواصل الذي بعث برسالة صوّرت مشاهد من الواقع الموسيقي التونسي وملامح من السلوكات الاجتماعية وخلّص الجمهور من بعض الاستياءات التي كانت ستعلق بذهنه!