اصبح تقريبا برنامج الدورة الثالثة والاربعين لمهرجان قرطاج الدولي التي تنطلق في سهرة 14 جويلية القادم وتتواصل الى غاية 16 من الشهر الموالي (أوت) جاهزا وينتظر ان تنعقد قريبا ندوة صحفية للاعلان عن البرنامج الكامل وفي انتظار ذلك حاولنا الحصول على الخطوط العريضة للبرمجة ولكن ايضا تقديم بعض التفاصيل فيما يخص ظروف العرض خاصة فيما يتعلق باستقبال الجماهير ولكن الجانب التقني بالاساس ولعل ابرزها هندسة الصوت خاصة ان جل المهتمين ومن بينهم الاعلاميين لفتوا الانتباه في اكثر من مرة الى ضعف الجانب التقني للعرض وبالخصوص مسألة وصول الصوت الى المتفرج في ظروف مقبولة. عرض الافتتاح سيكون كما هو معروف بالفن الشعبي في سهرة تحمل عنوان: «اصوات تونس». عدة شركاء جمعوا خبراتهم وطاقاتهم لتأمين هذا العرض الفني ومن بينهم الدكتور مراد الصقلي مدير مركز الموسيقى العربية والمتوسطية (النجمة الزهراء). وهو يعتني منذ فترة صحبة مجموعة من الباحثين والموسيقيين بالتعابير الاصيلة والايقاعات الصحيحة وله المام بمختلف مدارس الغناء الاصيل ببلادنا الى جانبه نجد المستشار الموسيقي الاستاذ جلول عصمان، صاحب الخبرة الطويلة في مجاله وقد كان له دور كبير في جمع التساجيل الموسيقية التي تزخر بها الخزينة الموسيقية (ومقرها اليوم النجمة الزهراء). عرض الافتتاح يراوح بين الشعر والغناء والرقص مع عمل دقيق على مستوى الازياء التي تقدم فكرة عن مختلف المنسوجات التونسية. ومن ابرز الاصوات التي يتفق من لهم دراية بالفن الشعبي في بلادنا على انها تعتبر علامات بارزة نذكر منها البشير عبد العظيم وخليفة الدريدي ولكن بالخصوص بلقاسم بوقنة الذي يوصف بالمُعلّم وهو شاعر كبير اصيل مدينة دوز. الخمسينية من بين المحطات البارزة في الدورة الجديدة لمهرجان قرطاج الدولي حفل خمسينية الجمهورية اذ تحتفل بلادنا كما هو معروف يوم الاربعاء 25 جويلية 2007 بمرور (50) خمسين سنة على اعلان الجمهورية.. وتجري الاستعدادات منذ فترة ليحتفل الموسيقيون بهذا الحدث بلغتهم الخاصة اي بلغة الموسيقى وبهذه المناسبة اخبرنا مصدرنا بوزارة الاشراف ان المسرح الاثري بقرطاج يكتسي بالمناسبة اللون الاحمر القاني واللون البيض الناصع تعلوه سفينة الفينيقيين وسيف النظام وميزان العدل يكون الاحتفال. العرض ينتظر ان يكشف عن عمل موسيقي كبير ساهم في اعداده الموسيقار حمادي بن عثمان والاستاذ احمد عاشور قائد الاركستر السمفوني التونسي. ويحتل الرمز في هذا العرض الضخم مكانة كبيرة. وتختلط اصوات اليوم مع اصوات اعضاء المجلس القومي التأسيسي بقصر باردو سنة 1957 يعلنون الجمهورية. ويشتمل حفل الخمسينية على تقديم عدد هام من الاغاني الوطنية منذ سنة 1957 بامضاء نخبة من الاصوات التونسية لعل ابرزها لطفي بوشناق وصوفية صادق وسنيا مبارك وصابر الرباعي وغيرهم. على مستوى البرمجة ايضا يحافظ المهرجان على تقاليده في الانفتاح على الثقافات الاخرى خاصة العالمية منها لذلك يكون جمهور الشباب مثلا على موعد هذا العام مع مجموعة من مشاهير الموسيقيين من سان فرانسيسكو ومن افريقيا ايضا. عشاق التلوينات الفنية المختلفة سيكونون على موعد مع عرضيم للبالي واحد من روسيا (عمره اليوم 70 سنة) والآخر من اسبانيا ولعشاق الاغنية الرومنسية خاصة من فرنسا نصيبهم في هذه الدورة الجديدة للمهرجان دون ان ننسى نجوم روتانا على غرار حسين الجسمي وفضل شاكر وشيرين عبد الوهاب وغيرهم.. اما سهرة الاختتام فتكون مع الفن الاصيل، مع فرقة الرشيدية. لمسة فنية من الناحية الجمالية والفنية للعروض يعد المشرفون على المهرجان بضمان ظروف افضل للعرض مع وعد بلمسة فنية لكل عرض بما فيها العروض الغنائية التي لا تتطلب في العادة اكثر من مطرب يقف امام مجموعة من العازفين تصطف كراسيهم على الركح. هناك وعد ايضا بالاهتمام بالصوت والانارة والمعدات الركحية. على مستوى الهندسة الصوتية يمكن ان يكون الجمهور على موعد مع مفاجأة سارة خاصة ان المهرجان يستفيد هذا العام من نخبة من مهندسي الصوت من تونس من العائدين من أوروبا ومن الذين تكونت لهم تجربة هامة من خلال ممارسة عملهم بالخارج بما يعني ذلك الاستفادة من احدث ما وصلت اليه التكنولوجيا في هذا المجال. الجديد بالنسبة للجمهور ايضا يتمثل في فتح المهرجان لشباك الكتروني عبر الموقع الخاص للمهرجان في البريد التونسي يمكن من خلاله اقتناء التذاكر ببطاقة الشحن بالدينار الالكتروني. مع العلم ان فقرات برنامج الدورة الثالثة والاربعين لمهرجان قرطاج الدولي تتوزع على المسرح الاثري بقرطاج وقصر العبدلية بالمرسى مع عررض خاصة بالاطفال بقصر السعادة بالمرسى. وللتذكير فان الادارة الفنية للمهرجان يتولاها هذا العام محمد رجاء فرحات بدلا عن رؤوف بن عمر.