بعد سهرة الكلام المقفى ترك فيها الشعراء: بشير عبيد، السيد بوفايد ومحمد المثلوثي أحسن الانطباعات، كان جمهور السمر والطرب الاصيل على موعد مع سهرة أخرى من سهرات مهرجان المدينة في دورته الاولى بالقلعة الكبرى أضاءها مطربان من الجيل الغنائي الجديد الأصيل وهما رؤوف عبد المجيد ومنجية الصفاقسي. كان هذان المطربان وفيين في هذه السهرة لما اتسما به من توجه غنائي راق ومستوى فني رفيع من خلال عرض غنائي راوح بين التونسي والشرقي مثلما كانت المراوحة في الغناء بين رؤوف ومنجية اللذان تواجدا معا على الركح حيث غنى الاول: «عمري للفن»، «قلي عملك أيه»، «ابعثلي جواب»، «ملاك يا ملاك»، «للصبر حدود» و«يعيشها ويحميها»، فيما أدت منجية باقتدار أيضا: «نظرة من عينك تسحرني»، «علينا صلاة النبي وسلامه»، «إمنيرة» و«اذا تغيب علي يا ولفتي». طرب ونشوة أدى المطربان نوبة الخضراء وأغنية «ساعة الي بشوفك جنبي» بصفة ثنائية على طريقة «الديو» وقد وصلا في غناء هذه الاخيرة قمة التسلطن وتفاعل الجمهور حد الانتشاء وأكدا أنهما صوتان يستحقان مكانة أكبر في الساحة الموسيقية التونسية والعربية. مبدع من السبعينات فتحي القروي عازف راق من طينة الكبار وهو من قدماء الموسيقيين بسوسة بدأ نشاطه منذ السبعينات عزف وراء عدة وجوه طربية من تونس ومن الشرق وقد جسم ابداعا آخر صحبة رؤوف ومنجية اضافة الى براعة بقية أفراد الفرقة من عازف القانون وجدي مزالي وعازف الكمنجة منصف فريني الى رؤوف عبد المجيد الذي أمن نغمات العود في عرض موسيقي ترك أحسن الانطباعات لدى جمهور لم يبخل عليه بالمساندة والحضور.