سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حوار مع صناع القرار (9): رئيس الجامعة التونسية للكيوكيشنكاي والفنون الدفاعيّة: في ظلّ ضعف التحفيز المادي نحرص على تربية أبنائنا على التضحية والعطاء والمثابرة
تولّى السيد الصادق كوكة رئاسة الجامعة التونسية للكيوكيشنكاي والفنون الدفاعية منذ بعثها أي سنة 2004. وقد كان له الأثر الكبير في نشر هذه الرياضة بين الناشئة مما جعلها تتفوّق في ظرف وجيز من حيث عدد المجازين على كثير من الرياضات الموغلة في القدم. يحمل محاورنا مخزونا من التجارب الميدانيّة امتدّت على أكثر من عشرين سنة وانفتحت على عديد الدول الأوربية والآسيوية إذ شارك في 500 مباراة رسميّة في «رياضات النزال» أو ما يسميه البعض بالرياضات القتالية مثل الكاراتي التقليدي والكيوكيشنكاي والفول كونتاكت والكيك بوكسينغ فتمكّن من نيل بطولة السويد في 7 مرات وبطولة أوروبا وتوَّجَ مسيرته ببطولة العالم سنة 1986 باليابان وتواصل عطاؤه حَكَما دوليا وممرنا ومسيرا فهو يشغل حاليا فضلا عن رئاسة الجامعة خطّة أمين عام الاتحاد العربي للكيوكينشنكاي ويتطلع بكلّ إصرار إلى جعل هذه الرياضة تلقى حظها في بلادنا ماديا وإداريا وفنيا وإعلاميا حتى ترقى إلى العامية. في هذا السياق كان حوارنا مع «سموراي الصحراء» كما لقبه المخرج مختار العجيمي في أحد الأفلام الوثائقيّة. يبدو أنّك قد بذلت جهدا استثنائيا «قتاليا» في إنشاء الجامعة التونسية للكيوكيشنكاي! ها قد بدأت مجهوداتنا تكلّل بالنجاح فحققّنا المطلب الأولّ وهو توسيع قاعد ة المنخرطين في هذه الرياضة إذ بلغ عدد المجازين بالنسبة إلى الموسم المنقضي 1594 موزعين على 34 ناد وهو رقم لم تبلغه رياضات عديدة سبقت الكيوكيشنكاي بعقود. هذا حسن، ولكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المجازين والحال أنّ عديد الأندية تفتقر إلى أبسط المستلزمات! لا أنكر هذا بل إن ما خفي أعظم. إذ تبيّن لي أثناء متابعتي لنشاط الأندية أنّ إحداها يتدرّب أبناؤها (150لاعبا) على الاسمنت. رياضة عنيفة وأوضاع تفتقر إلى الحدّ الأدنى للسلامة أليس في الأمر مخاطرة من شأنها أن تخلّف إصابات شتى؟ رغم هذه الصعوبات إلا أنّ الإصابات التي حصلت خلال السنتين الأخيرتين لا تكاد تذكر بل لا تدرك عدد الإصابات في مباراة واحدة في كرة القدم حسبنا دليلا على ذلك أنّنا لم نسجلّ هذه السنة إلا إصابة واحدة تبدو طفيفة وليس هذا بغريب فالتقارير والبحوث والإحصائيات الصادرة عن أكبر المراكز العلمية والطبية تؤكّد أنّ رياضتنا واحدة من أقلّ الرياضات المسببة للإصابات إذ تتنزّل في المرتبة 22. لكن هذا لا يمنعكم من الالتفات إلى تلك النوادي الفقيرة وإنقاذ أبنائها من تلك الأوضاع المزرية! لقد قمنا ببعض الإجراءات الاستثنائية التي لم تسبق إليها أيّ جامعة ذلك أنّنا أشرفنا على تأمين كلّ لاعبي الأندية وأعفيناها من هذا الأمر بل تمكنا من ضمان تأمينات تشمل كلّ أنواع الإصابات بمختلف درجاتها. كما حرصنا على أن يكون معلوم الإجازة رمزيا لا يتخطّى الخمسة دنانير. نقل لنا بعض أفراد المنتخب أنّهم المجموعة الأقلّ حظّا بين سائر الرياضات الأخرى. ما تعليقكم على هذا؟ نحن لا ننكر دور سلطة الإشراف في بعث هذه الجامعة وتشجيع المشرفين عليها لكن لا بدّ من الإشارة إلى أن المنحة المخصّصة للمنتخب الوطني لا تفي بالحاجة فهي لا تتخطّى الخمسين ألف دينار...تصوّر خمسين ألف دينار للتربصات الداخلية والخارجية وتنقل اللاعبين ومنحهم .....وضعية لا نستطيع مواجهتها إلا بالتقشف من جهة والتعويل على حماس اللاعبين وحبهم للرياضة التي اختاروها لتصقل ذواتهم وتبني شخصياتهم قبل أن تكون مصدرا للثروة على النحو الذي نشاهده في كرة القدم. هذا الحماس هل هو كفيل بصناعة أبطال من شأنهم تشريفنا دوليا؟ هذا يحتاج إلى صبر طويل وتضحيات كبيرة خصوصا أنّنا نواجه بلدانا قد سبقتنا إلى هذه الرياضة بأحقاب. رغم ذلك لا نخفي غِبطتنا ببعض النتائج القيمة التي حققناها. من ذلك أننا فرضنا هيمنة مطلقة عربيا إذ نظمت تونس ثلاث بطولات حافظت فيها على المرتبة الأولى رغم أنّ المنافسة بدأت تشتدّ شيئا فشيئا خاصّة من الإخوة السوريين.. اسكندر اليوسفي وبيرم زوكار وعماد السويعي... لاعبون فرضوا أسماءهم عربيا وإفريقيا هل هم قادرون على تمثيلنا تمثيلا حسنا في البطولة العالمية المقبلة؟ لا أريد أن أحمّلهم مسؤولية من ِشأنها أن ترهق أذهانهم. ولكننا سنسعى بكلّ السبل المتاحة إلى تأهيلهم لخوض المغامرة العالمية بكلّ ثقة واقتدار. لهذا كثفنا من المشاركات في الدورات الدولية حتى نضمن مزيد الاحتكاك بالأبطال العاميين فتحصل لأبنائنا الخبرة الكافية. كلمة الختام... لقد سعينا إلى جلب مستشهرين للمساهمة في تحسين الأوضاع المالية لكن العقبة الكبرى هي قلّة اهتمام الإعلام الرياضي خاصة المرئي برياضتنا. هل يعقل أن لا تتخطّى تغطية إحدى البطولات العربية التي نظّمتها تونس الثلاث دقائق!!!