أعلن دافيد بن غوريون يوم 14ماي 1948 قيام دولة إسرائيل في نفس اليوم الذي إنسحبت فيه القوّات البريطانية وكان هذه الخبر صاعقة في العالم العربي والإسلامي وقد تطوّع الآلاف من الشبّان العرب من الجيوش والمدنيين للدّفاع عن فلسطين لكن بلا جدوى. ومن تونس مثلا تطوّع عشرات الشبّان للقتال في فلسطين فيهم من عاد وفيهم من أستشهد وفيهم من إختار الإقامة في المشرق العربي وهذه القائمة حسب ما أفادنا به المناضل حسن مرزوق الذي كان من بين المتطوّعين تضمّ الأسماء التالية . من ولاية قابس حسن مرزوق المختار الحاج يحي علي البحري عمران القزبار عبدالسلام الصحبي التهامي بوحليلة المبروك المغربي محمد بن ساسي البشير الحاج البشير الهادي الصويعي عبدالعزيز عبد النّاجي سليمان السّاسي أبراهيم الشتّاوي أبوبكر كبيّر حسين بن نصر عمر الشتّاوي الفيتوري سويّح العروسي شيبوب ولد الحاج علي بن أبراهيم الصّادق البكّوش محمد العير الهادي الإمام محمد الكبير أبوبكر الكبير أحمد بن حميدة مصطفى عزّيز يوسف بوعود بلقاسم غنام محمد الجماعي حسن الطرابلسي الطّاهر غرسة النّفطي بوخشينة الفيتوري شقرة الخموسي مامي عبدالمجيد الحاج محمود محمد الحمروني السّاسي الكيلاني البشير حسّانة محمد سلطان محمد بكير محمد بشّار مصطفى الجليدي حسين النّوري المبروك الغنّوشي عبد الحفيظ التويتي أبوبكر البحري أحمد بلحاج السّاسي التّومي الدردوري حسين اليعلاوي والشهداء الثلاثة الحسين الأمين وجلّول الأمين وإبراهيم القلاّلي ومن قفصة المختار الزيتوني حسن بشرة محمد العروسي الطّاهر...جمعة ....جباللّه بن الطيّب الأدب كمال منايل الأخضر فتّاح ومن الجريد حمّة عبدالقادر ومن صفاقس الطّاهر المزغنّي من قرقنة النّاصر المبروك الطيّب زليلة من منزل تميم حسين الحاج عمر عبدالقادر التّبر المبروك الحمام الطيّب...ومن سوسة عبدالرزّاق القاصري فرج قارة بن قردان المبروك شندول لطيّف شندول حسن جليتي ضو ....ومدنين الحاج بغدادي الطرابلسي أحمد بن حميدة وغيرهم . ولم ييأس العرب من الدّفاع عن فلسطين وإسترجاعها وخاصة بعد ثورة 23 يوليو التي قادها جمال عبدالنّاصر في مصر صحبة مجموعة من «الضّبّاط الأحرار»وقد جعلت الثورة من تحرير فلسطين وطرد الإستعمار من المنطقة العربية هدفا أساسيا وألهبت هذه الثورة حماس الجماهير العربية التي إلتفّت وراء جمال عبدالنّاصر الذي عمل على تشجيع حركة تحرير فلسطينية فولدت حركة فتح وأصبح للفلسطينيين حضور عسكري لكن هزيمة جوان 1967 قضت على كل الأحلام العربية في التحرير وفي الوقت الذي كان العرب فيه يحلمون بتحرير الجزء المحتلّ من فلسطين نجحت أسرائيل المدعومة بالترسانة الأمريكية والبريطانية والغرب عموما في ضمّ كامل فلسطين يعني الضّفة الغربية بما فيها القدس التي كانت تابعة للعرش الهاشمي في الأردن وغزّة التي كانت تابعة لمصر بل ضمّت حتّى سيناء والجولان لتكتمل الدراما الفلسطينية ورغم إقرار الأممالمتحدة بحلّ التقسيم في القرار 242 بإنشاء دولة عربية ودولة أسرائيلية في حدود ما قبل 1967 فإنّ هذا القرار لم يطبق بل انّ أسرائيل عملت بجدّية على تغيير الخارطة الديمغرافية لفلسطين وللقدس خاصة وكذلك الخارطة المعمارية بمزيد إنشاء المستوطنات والحفر تحت المسجد الأقصى لتكتمل صورة الوطن القومي لليهود وحرمان الفلسطينيين من حق العودة وهذا مطلب إستراتيجي بالنسبة لدولة العصابات الصهيونية .