أعلن مسؤولون سودانيون ومسؤول أممي أن أكثر من 100 شخص قتلوا عندما أغار رجال قبائل على قرية في جنوب السودان وأحرقوا المنازل واعتدوا على أشخاص كانوا متوجهين إلى الكنائس في مذبحة جديدة زادت من حدة التوتر في السودان وسط الجدل الدائر حول مصير الجنوب والمخاوف من تقسيم البلد. وقال مسؤولون إن مقاتلين من قبيلة النوير هاجموا قرية دوك باديت التي تسكنها قبيلة الدنكا المنافسة صباح الاحد الماضي بينما كان معظم سكان القرية في الكنيسة. ولم يظهر حجم المذبحة سوى أمس الأول عندما وصل مسؤولون الى القرية النائية في ولاية جونقلي. مذبحة حقيقية وقال كول ديم كول المتحدث باسم جيش الجنوب إن 51 قرويا و28 جنديا جنوبيا وفردا من قوات الامن الوطني وضباط الشرطة الذين يحرسون المنطقة قتلوا. وقال «من المهاجمين عثر على 23 جثة على الارض. عثر على هؤلاء المهاجمين وهم يرتدون الزي العسكري مع الاسلحة وقد تم تنظيمهم في تشكيل عسكري من مجموعات وبحوزتهم بنادق». وتشير تقديرات الاممالمتحدة الى سقوط أكثر من 1200 شخص في هجمات عرقية في جنوب السودان هذا العام. ووقعت اشرس المعارك في جونقلي في مناطق امتياز نفط لم يستشكف الى حد كبير تعمل فيه شركة توتال الفرنسية. كما يتهم ساسة جنوبيون أعداءهم السابقين في شمال السودان أثناء الحرب الاهلية بتسليح القبائل المتناحرة لنشر الفوضى قبل انتخابات وطنية مقررة في أفريل 2010 واستفتاء بشأن استقلال الجنوب في عام 2011. وتنفي الخرطوم هذه الاتهامات. وقال ماين نجور مفوض مقاطعة دوك لوكالة رويترز [هذه حملة ضد اتفاقية السلام الشامل (اتفاق 2005 المتعثر الذي أنهى الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه) وضد شعب دوك]. وقال نجور إن المهاجمين أحرقوا 260 كوخا ومركز شرطة ومباني الحكومة المحلية واصابوا 46 شخصا وأجبروا الالاف على الفرار. ويقول بعض المحللين والقادة الجنوبيين إنهم يخشون من أن تمثل اعمال العنف الجديدة عودة الميليشيا الجنوبية المدعومة من مجموعات تحاول تقويض اتفاق السلام أو زعماء محليين يعززون قواعد سلطتهم في الفترة السابقة للانتخابات. شبح الحرب وأعلن مسؤول في الاممالمتحدة ان الهجوم الذي شنته نهاية الاسبوع ميليشيا قبلية في جنوب السودان كان يستهدف قوات الامن ولم يكن يستهدف ماشية كما جرت العادة، وذلك بعد عودته من مسرح الاحداث. وقال ديفيد غريسلاي، منسق بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان، «من الواضح ان سرقة الماشية لم تكن الهدف من هذا الهجوم لانه لا توجد ماشية في تلك المنطقة. من الواضح تقريبا ان الهجوم كان يستهدف قوات الامن نفسها». وأضاف غريسلاي «من المبكر جدا القول إن كان الامر يتعلق بحرب اهلية ولكن هناك مشكلة حقيقية لناحية فرض القانون والنظام. ان الامر يتعلق بمشكلة يجب ان تهتم بها حكومة جنوب السودان». واضاف «طالما هناك تدفق كبير للاسلحة وطالما توجد توترات اثنية فهناك خطر ان يتدهور الوضع على الصعيد الامني في جنوب السودان خصوصا في ولاية جونقلي، احدى الولايات الاكثر تأثرا بالحرب الاهلية بين الشمال والجنوب». وأثار تصاعد أعمال القتل هذا العام مخاوف بشأن الاستقرار في جنوب السودان الذي مازال يتعافى من حرب اهلية استمرت 20 عاما.