هو نجم مسرحي بالأساس تشبّع بفنون الركح فكانت له عدّة تجارب في مجال الاخراج المسرحي ثبت بها خصوصيته الابداعية والتي مهّدت له الطريق لتجارب تلفزية وسينمائية، هذا هو الشاذلي العرفاوي الذي يعيش أجواء تجربة مسرحية جديدة في خطة مخرج لعمل بعنوان «مايد ان تونيزيا». التقته «الشروق» في احدى عروض هذه المسرحية بمدينة سوسة فقابلنا كالعادة برحابة صدر الفنان في حوار ركز فيه على كواليس وتفاصيل هذا العمل «المسرحي» معرجا على اختياراته الفنية وهذه التفاصيل: كيف تصف ولادة عمل «مايد ان تونيزيا»؟ علاقتي بلطفي العبدلي ترجع الى الطفولة «محسوب ولاد حومة أحنا»، كنا نتقابل باستمرار، الى أن خطرت الفكرة للطفي لكي يكتب نصا مسرحيّا يروي فيه بعض تفاصيل حياته والحياة الاجتماعية ككل طلب مني أن أخرج هذا العمل، قرأت النص وقمت بتعديل عدّة أشياء، لأنه لا يمكن ان نقدّم كل ما يكتب اضافة الى أن المسرحية كان يمكن أن يمتد الى أكثر من 3 ساعات. اشتغلنا لمدّة 4 أشهر والحمد & تمكنّا من تقديم هذا العمل الذي حاولت أن أجسّم فيه المفهوم الصحيح «للوان مان شو» موظفا تجربتي المسرحية وما درسته وأظن أن حضور الجمهور هو اعتراف بقيمة هذا العمل. فنيا كيف كان التعامل مع لطفي؟ لطفي يتميّز بخيال ثريّ وبسرعة البديهة وقد تجاوب كثيرا مع اختياراتي، كان مرنا جدّا في التعامل ومسألة الصراع بين المخرج والممثل لم تكن مطروحة بتاتا بيننا فعلاقتنا المتينة ساهمت في ذلك اضافة لكونه فهم كيفية اجراء مونتاج للنص الذي كتبه ووجوب توظيفه مسرحيا فليس كل ما يكتب يقال على الركح...لقد أبدى تفهّما كبيرا في هذا الجانب. ألا ترى أن هناك أشياء قيلت على الركح كان من المفروض تجنّبها؟ نحن لم نسب ولم نجرح أحدا. لكن هناك العديد من الايحاءات الجنسية؟ نحن ننقل ما يجري في الواقع... لماذا ننكر أشياء موجودة... المتفرّج تعوّد شيئا فشيئا على هذا الخطاب الذي لا نقصد من خلاله ان نصدم مشاعره... أضيف شيئا آخر... فضاء المسرحية هو شارع الحبيب بورقيبة والنماذج التي صورناها موجودة فيه فلماذا الهروب من واقعنا. ألم تساورك مخاوف وهواجس أثناء اخراجك لهذا العمل بحكم تواضع تجربة لطفي المسرحية اضافة الى أنه يكتب نصا مسرحيا لأول مرّة؟ قد أكون جازفت فعلا ولكن الفن يتطلب المغامرة قبل ذلك يبقى المهم التمكّن من آليات تنفيذ العمل الفني فهي محرك كل نجاح. تميز أداء لطفي بالكثير من الارتجال هل كان ذلك مقصودا؟ العمل المسرحي فن حيّ مباشر ليس مثل التلفزة فهو يستدعي تفاعل الممثل مع الجمهور في عدة مواقف هناك أقواس فتحت مع المتفرّج ولكن في حدود معيّنة. هل استهوتك تجربة «وان مان شو»؟ مبدئيا لاقت اعجاب الجماهير وهذا هو المطلوب وما هي الا تجربة قد يتحدد مصيرها بمرور الوقت. ألا ترى أن للشاذلي العرفاوي إمكانيات لم يواكبها الحضور المناسب له، تلفزيا وسينمائيا؟ مسألة الحضور التلفزي أو السينمائي ترجع لاختيارات المنتجين والمخرجين... حاولت الاجتهاد قدر الامكان في الادوار التي تقمّصتها والحمد & مسرحيا أحاول أن أفعّل ما درسته التفعيل المناسب... كثرة الانتاجات تبرز قيمة الفنان وتثري تجربته وتعطي جودة لأعماله لكن هذه المسألة ليست بيدي.