الشاذلي العرفاوي مخرج لا ينقطع عن العمل والانتاج والتجريب منذ عمله الاول في زرقون ستوري مع الأستاذ بن عبد الله وصولا الى أعماله الجديدة وآخرها «سهرت» ومايد ان تينيزيا». كيف يرى شواغل المسرح التونسي اليوم؟ «الشروق» التقته في هذا الحوار. قدّمت مسرحية انطلاقا من عمل شعري لمحمد الصغير أولاد أحمد والآن تقدّم مسرحية عن علي الدوعاجي كيف تتعامل مع الأدب؟ الأدب أساسا هو منبع وأصل المسرح فالشعر كان بداية للمسرح في زمن الإغريق كما هو ثابت تاريخيا لذلك فلا يمكن أن ينفصل المسرح عن منبعه. في مسرحية «سهرت» حاولت أن أجمع بين قصتين قصيرتين «كنز الفقراء» و«راعي النجوم» قمت باعداد درامتورجيا لهما إلى جانب إضافة مقاطع سمعية بصرية كنت أقرأ «سهرت منه الليالي» فاكتشفت أن الدوعاجي مازال حيّا فقدمت مسرحيتي سنة 2007 ففي قصصه بعد انساني لا يموت وهذا سرّ خلوده. هناك جيل جديد اليوم في المسرح التونسي كيف تقيّم تجربة جيلكم؟ نعم هناك جيل جديد ظهر في العشر سنوات الأخيرة وبدأ في ترسيخ حضور خولة الهادف وسنية زرق عيونه ونعمان حمدة وعاطف بن حسين وحسام الساحلي وغازي الزغباني وحافظ خليفة وغيرهم. جيل يبحث عن بصمته وقد استطعنا أن نقنع بتجربتنا والاستفادة من دعم الوزارة لنا فوزارة الثقافة والمحافظة على التراث تراهن الآن على هذا الجيل الجديد ولسنا في قطيعة مع من سبقنا بل نحاول أن نكون امتدادا لهم بتجاوز العوائق التي تعرضوا لها. لماذا ليس لك حضور منتظم في التلفزة؟ حضوري في التلفزة متقطع لأنني لا أدقّ الأبواب ثم أن المسرح يحقق لي الاكتفاء الذاتي فكل مسرحية تحتاج على الأقل لعام ونصف من العمل بين الكتابة والركح وإذا عرض عليّ عمل في الأثناء في التلفزة فليكن أو في السينما رغم أن حظي في السينما الأجنبية أفضل من حظّي في السينما التونسية. ماذا أضاف لك التدريس؟ التدريس علّمني أهمية التواصل مع الجمهور ثم حقق لي متعة نقل «عدوى» حب المسرح إلى الأطفال واليافعين فأستاذ المسرح يؤدي رسالة لأنه يساهم في المحافظة على استمرار هذه المهنة النبيلة والرائعة وهي ممارسة الفعل المسرحي وهكذا يتربى الجمهور منذ مرحلة الصّبا. تعدّد الشركات هل تراها ظاهرة صحية؟ أعتقد أن تعدّد الشركات ليس مشكلا لكن المشكل في ما تقدّمه! عندما تكون هذه الشركات مخابر لانتاج مسرح جديد وسند للتجريب والمغامرة تكون قد قامت بدور إيجابي لكن الخوف أن تتحول إلى أطر فقط للحصول على الدّعم دون أن تكون لها رسالة فنية وهنا يأتي دور لجان الوزارة التي من المفروض أن تدقّق في الجودة أكثر وبالتالي يجب أن لا يتحوّل الدعم إلى منح اجتماعية كما نرى الآن وعلى الوزارة أن تتابع التزام الشركات بتطبيق ما قدّم في الملفات الفنية للمشاريع. تجربتك مع لطفي العبدلي كيف تقيّمها؟ أعتبرها من أهمّ التجارب لأن لطفي العبدلي فنان متكامل يغنّي ويرقص ويمثل وهذا سرّ نجاح المسرحية فقد ركّزت على الصورة والابهار لأن «الوان مان شو» لا يمكن أن يقدّم بكشّاف واحد فمسرحية «مايد ان تينيزيا» هي عمل استعراضي وليست مجرّد منودراما.