حجم الأضرار الناجمة عن أمطار أول أمس الاربعاء بصفاقس لم يتحدد بعد، لكن حجم المعاناة اتضح من خلال جولة «الشروق» التي انطلقت ليلة اول أمس الاربعاء وتواصلت الى غاية صباح امس الخميس فشملت اكثر المناطق والاحياء السكنية تضررا ونعني به حي السلطنية الذي تصدعت جدران بعض منازله وسقطت أسقف بعض مساكنه... جولة «الشروق» لم تكن عادية هذه المرة، فمع اتصالاتنا المباشرة بالمواطنين والمتساكنين والجهات الرسمية، ومع متابعتنا للتغطية الاذاعية الجريئة والرائعة للمهدي قاسم عبر اذاعة صفاقس التي جسمت القرب في نقلها للمعاناة، ولجنا الى «الفايس بوك» لنستخرج منه صورا لم نكن في الواقع قادرين على التقاطها بعدما حاصرتنا المياه. ليلة بلا نوم الصور ومقاطع الفيديو التي تحصلنا عليها أمدنا بها العديد من المواطنين من حي الحبيب وطريق منزل شاكر والناصرية وحي السلطنية وقرقنة وغيرها من المناطق التي داهمتها الامطار ولم تقدر قنوات تصريف المياه على مجابهة الوضع فتحولت المياه الى داخل السيارات بل وغطتها بالكامل خاصة بمنطقة ساحة المركب الجامعي بطريق المطار ومفترق طريق قرمدة و7 نوفمبر وغيرها التي تعطلت فيها حركة المرور بالكامل وتعطلت جراء ذلك الادارات والمعاهد والمدارس التي أغلقت أبوابها... في عدد يوم امس نشرنا كل هذه التفاصيل المتوفرة بالكلمة والصورة عن حجم كميات الامطار، واليوم نعود لنفس الموضوع لننقل حجم المعاناة التي حكمت على أغلب سكان حي السلطنية بأن لا يطبقوا جفونهم حتى الصباح لسبب بسيط هو ان المياه غمرت أسرة نومهم بعد ان ارتفعت وبلغت النوافذ...ولتقريب الصورة من الاذهان، نقول فقط ان كميات الامطار ارتفعت بما يفوق المتر في بعض الانهج... سكان حي السلطنية بأطفالهم وشيوخهم منع بعضهم من النوم حتى الفجر، فبعض الاسقف سقطت والجدران تصدعت والاغطية تبللت والأثاث المنزلي عام فوق سطح المياه، والنور الكهربائي انقطع تماما وهو ما زاد من معاناة سكان الحي بصحيحهم وسقيمهم، بكبيرهم وصغيرهم. الخبز افتقد من المحلات التجارية التي داهمتها هي الاخرى المياه فغرقت السلع والمواد الاستهلاكية في الوحل، ولم تقدر شاحنات وسيارات التزويد من الوصول الى الدكاكين حتى من اجل الخبز الذي تحول الى عملة نادرة بعد ان أغلقت العديد من المخابز بصفاقس أبوابها. المياه تغمر المقابر والمصلون خارج بيوت ا& هي معاناة تجاوزت الاحياء لتشمل الاموات في مقبرة العين بصفاقس ولتحرم المصلين من أداء فريضة الصلاة بجامع «الحياة» بجنان بوعصيدة القريب من حي السلطنية، فالجليز الملصق بأديم الارض جرفته سيول الامطار، الجامع لم يعد بإمكانه استقبال المصلين الذين يرفعون نداء من خلال «الشروق» الى أهل البر والاحسان لتحسين وضعية الجامع وتحسين ظروف «الماجل» وتكييف مسجد المكان لم لا، فبيوت ا& جديرة بأن تصان. السيدة خديجة الجربي من سكان حي السلطنية ألحت ان نزور بيتها الذي لم يعد يفصله عن السقوط على رؤوس أصحابه الا بعض الايام، فالامطار تسببت في انهيار سقوف أغلب الغرف التي تحتاج اليوم وقبل يوم غد الى صيانة ومساعدة سخية، نفس الشأن لبيت السيدة منيرة البوفي التي فاجأت عدسة «الشروق» بحجم الأضرار مؤكدة انها لم تنم حتى الصباح رفقة افراد عائلتها... المعاناة واحدة ويلخصها اسكندر الجربي بكلمة واحدة «نحن لا ولن نخاف على منازلنا ومساكننا نحن في عهد بن علي، عهد انتهت فيه الوعود لتتحول الى انجازات...». متابعات دقيقة معاناتهم كبيرة لكن أملهم اكبر خاصة بعد الزيارة الميدانية التي أداها معتمد المكان السيد عبدا& المزوغي مرفوقا بالكاتب العام للجامعة السيد جمال الهبيري وثلة من الاطارات ثم والي صفاقس السيد محمد بن سالم الذي أكد للمتساكنين بعد ان استمع الى معاناتهم ان تحسين قنوات مصارف المياه وبنيتها الأساسية في طريقها الى الانجاز، التكلفة باهظة وتفوق ال4 مليارات و800 ألف دينار لكنها متأكدة ولم تعد تحتمل التأجيل... ومع الزيارات الميدانية للمناطق المتضررة من الامطار، ومع متابعته لسير التدخلات بالنقاط السوداء، ترأس والي صفاقس السيد محمد بن سالم اجتماعا للجنة الجهوية لمتابعة الوضع واتخذ كل التدابير اللازمة وتعبئة كل الوسائل والمعدات، الاجتماعات متواصلة تحسبا لكل طارئ وكل الجهات المتدخلة في حالة استنفار قصوى بالرغم من تحسن الظروف المناخية كامل يوم امس. ومن المنتظر ان يكون كاتب الدولة لدى وزير التجهيز والاسكان محمد نجيب بالريش قد أدى مساء أمس زيارة ميدانية لحي السلطنية لمتابعة الوضع وهو الحي الذي كنا قد أشرنا في أعداد سابقة الى معاناة أهله مع نزول اول كميات من الامطار، فالحي واقع في منخفض من الارض وقنوات تصريف مياهه تقادمت ولم تعد قادرة على تجميع وتصريف المياه و«حزام بورقيبة» القريب منه والذي انجز أساسا لحماية صفاقس من الفيضانات لم يعد مؤهلا في بعض أجزائه للقيام بالمهمة بدليل المياه التي غمرت ساحة المركب الجامعي بطريق المطار... الأضرار اتضح بعضها والأدباش المنشورة خارج البيوت تؤكد حجم المعاناة والمجهودات الجهوية كانت في مستوى المعاناة بمتابعة لصيقة للوالي السيد محمد بن سالم وبحرص كبير من الرئيس بن علي المهتم على الدوام بكل الفئات داخل كل الجهات.