قمة اليوم في سوسة تداخلت فيها بعض الأرقام والمعطيات الى حد لم نفهم معه اي الفريقين ضيف وأيهما مضيّف... وأيهما الأول وأيهما الثاني... وأيهما الأقوى وايهما الافضل... وايهما الخائف وايهما القادم على اللقاء بكل ثقة... وأيهما الجاهز وأيهما المرهق...؟ النجم في المركز الأول ومن المفروض ان تكون أحواله افضل بكثير مما نسمعه عنه ونراه منه... فالانسحاب من كأس افريقيا ليس عيبا بقدر ما هو دعوة الى المراجعة لأن الحسابات عادة ما تكون في الجلسات العامة وليس في ربع الطريق... ثم وهذا الأهم أين الخلل وأين «الحرام» في انسحاب النجم أمام فرق كانت افضل منه وأبعدت غيره من طريقها... فهل المنطق يفرض ان يتوقف العالم ومعه جوهرة الساحل لتنصب مشنقة لذلك الشاب الذي يتألم اكثر من أي محب آخر ونعني به معز ادريس... وهل المنطق يفرض ان تنسلّ السكاكين من تحت ثياب الصائدين في الماء العكر لتنهال على جسد النجم المخضّب بنزيف الانسحاب أم ان الأصلح ان يجد هذا العملاق سندا يتكئ عليه في محنته حتى يستعيد أنفاسه ويقفز الى الأمام؟ الجواب سيحمله جمهور النجم انطلاقا من اليوم لأن فريقهم الجالس على كرسي الزعامة لم يتهرب يوما من واقعه ولم يدفن رأسه في تراب الذل كما تفعل النعامة. في النصف الثاني للميدان يأتي الترجي الرياضي الى سوسة مدججا بثقة بلا حدود خاصة بعد الانتصار الساحق على النادي الصفاقسي والذي انذر به بقيّة «الكبار» (ولو ان هذه التسمية تحتاج الى مراجعة فورية) كما أن مدربه البنزرتي يكاد يعرف النجم اكثر مما يعرف الترجي دون ان ننسى الدعم الخيالي لجمهور من ذهب أضحى لا يهمه الشقاء والتعب وهو يضحّي بالغالي والنفيس لدفع عجلة زملاء «د راجينهو» نحو «أوتوروت» البطولة... ولا غرابة بالتالي ان يأتي الترجي الى سوسة من أجل ابعاد النجم من على كرسي الطليعة... لتبلغ التكهنات والانتظارات قمّتها قبل ساعات من هذا الموعد الذي نتمنى من الأعماق الا يكون مصيره «الأنفاق». اتحاد المنستير ينزف منذ التعادل مع القصرين وهو يبحث عن قطرة انتصار تروي ظمأ احبائه الحيارى فهل يمنحه الملعب التونسي ما يريد أم هو سيذبح أحلامه من الوريد الى الوريد؟ جمهور النادي البنزرتي يتحد ث عن «تعريفة» العادة بل هو لم يكلف نفسه انتظار المباراة ووضع في جيبه كل النقاط... وهذا تعدّ صارخ على «مستقبل» يلوح وضاءفي القصرين... فالثقة المفرطة اذا بلغت حدّها انقلبت الىضدّها... والكرة كالأيام لا ترحم... نادي حمام الانف يتحوّل الى قفصة بحثا عن «نقطة» هربت من قرب جبل بورقنين الحزين... فهل تراها تأتي أم أن «القفاصة» الخارجين من الاعصار أقوى من الانكسار لهم كلام آخر سيقولونه على أرضية الميدان؟ على جناح الأمل كتبت في عدد الأمس عن «القرار الرسمي» الذي غاب رسميا عن المكتب الجامعي لتخصيص دقيقة صمت لتلاوة الفاتحة على أرواح فلذات اكبادنا في الرديف... ونتمنى من الأعماق ان يرى هذا القرار النور على ارضية الميدان قبل كل المقابلات درعا لكل النفسيات ودرءا لكل الادعاءات.