بإجماع الفنيين والعارفين بشؤون الكرة كان قائد النجم الرياضي الرياضي الساحلي المايسترو زبير بية من خيرة اللاعبين في مرحلة الذهاب للبطولة الوطنية بفعل ما اتّسم به أداؤه من استقرار وظهوره في معظم المباريات بمردود غزير ومساهمته الكبيرة في إنهاء فريق جوهرة الساحل للشطر الأول من البطولة بطلا شرفيا للذهاب. ولأن الحديث إلى زبير بية ممتع ومفيد ويضيف للقارئ من حيث قدرة قائد النجم على ملامسة ما خفي من أسرار المشوار الموفق في النصف الأول لهذا الموسم.. كانت المصافحة التالية مع «زوبة».. * في البداية كيف تقيّم من وجهة نظرك الجزء الأول من الموسم بالنسبة إلى النجم الساحلي؟ بداية الموسم كانت مبكرة بما أننا مرتبطون بمسابقة كأس رابطة الأبطال الافريقية.. وطبيعة النسق الموزّع بين أكثر من التزام من البديهي أن يطلق بعض الصعوبات جرّاء تركيزنا على كأس رابطة الأبطال فكان أن أضعنا أربع نقاط قبل الدور النهائي عندما تعادلنا أمام نجم بني خلاّد والاتحاد المنستيري. لكن في العموم ما يمكن قوله أن لدينا فريقا جيدا لم يعرف طعم الهزيمة رغم صعوبة الظروف ودقتها وازدحام الرزنامة وتتالي المباريات بما يمكن أن يترتب عن ذلك من ضغط كبير.. فكأس رابطة الأبطال الافريقية أتعبتنا كثيرا جرّاء صعوبة الظروف التي عشناها.. ومن ثمّة فإن المرحلة الأولى من الموسم قبل خوضنا للدور النهائي لكأس رابطة الأبطال لست راضيا عنها بما أننا أضعنا خلالها بعض النقاط.. أما المرحلة الثانية فقد لعبنا فيها ست مباريات في ظرف لا يتعدى الأسبوعين.. تعادلنا مع النادي الصفاقسي بعدما كنّا منهزمين في لقاء جاء بعد أسبوع من إياب الدور النهائي لرابطة الأبطال ومسبوق بمقابلة في شكل مقابلتين ضد مستقبل المرسى جرّاء الحالة الصعبة للميدان قبل أن نفوز على الملعب التونسي والنادي الافريقي ونسجّل ستة أهداف في لقائين.. وفي آخر جولة من الذهاب أضعنا نقطتين في ظرف خمس دقائق أمام نجم حلق الوادي والكرم ولاح جليا أن التعب كان له تأثيره وهو أمر منطقي جرّاء النسق الماراطوني الذي خضنا فيه مبارياتنا. في خضم كل ما حدث من خسارة كأس رابطة الأبطال الافريقية وقبل ذلك الانسحاب من نصف نهائي كأس تونس وتغيير للمدرب.. كان هناك تركيز وردّ فعل إيجابي من النجم الساحلي بعكس ما تصوّره الجميع ونجحنا في كسب مباريات هامة وأنهينا مرحلة الذهاب متقدمين على ملاحقينا بثلاث نقاط ولم ننهزم وكان باستطاعتنا أن ننهي الذهاب بفارق خمس نقاط وأتمنى ألا نندم على النقطتين اللّتين أضعناهما أمام نجم حلق الوادي والكرم. * معظم الفنيين أجمعوا على أن زبير بية في صدارة أفضل لاعبي مرحلة الذهاب.. فهل أنت راض عمّا قدمته؟ هدف التعادل الذي قبلناه أمام نجم بني خلاد جاء بخطإ مني.. وأتمنى أن أعوّض ذلك.. ربما لو سجلت هدفين آخرين الى جانب الثلاثة في الإياب أكون مسرورا بذلك أكثر.. في العموم قمت بواجبي وقدمت تمريرات حاسمة لعدة أهداف أمام زملائي وعزمي كبير على المواصلة بنفس النسق أو أحسن لتدعيم المسيرة الموفقة لفريقي. * ما قدمته من مباريات كبيرة لا يوحي بأنك في الثالثة والثلاثين.. بماذا تعلّق؟ يجب أن نلغي من أذهاننا حكاية السن.. مادام اللاعب قادرا على العطاء لماذا نسأل على عمره، ثم إن التقدم في السن يعني خبرة أكبر وتجربة أكثر وقدرة على مزيد التألق.. لوثار ماتيوس ناجع ومتميز ورائع وهو في الأربعين من عمره.. مسألة السن ليست متداولة إلا في ملاعبنا.. والحال أن اللاعب المنظم والذي يعمل بشكل جيد باستطاعته أن يكون جيدا بقطع النظر عن عمره. * كيف ترى إضافة المنتدبين وهل أنت راض على مردودهم؟ «مادام الجمعية ماشية» لا أملك إلا أن أكون راضيا خاصة أن الجدد والقدامى نجحوا جميعهم في أداء المطلوب منهم.. ويبقى مستوى ونتائج الفريق هما المقياس لا سيما أن هناك تحسّنا واضحا مقارنة بالموسم الفارط. * في تقديرك ماذا ينقص النجم الساحلي في الوقت الراهن؟ نحتاج مهاجما آخر.. لأن من يريد الألقاب عليه أن يوفر البدائل لا فقط في الهجوم وإنما في كل المواقع وبالنسبة إلينا في النجم الساحلي نحتاج إلى ظهيرين لتعزيز المنافسة.. وتدعيمها وتبقى الأفضلية دائما لمن هو جاهز أكثر ولديه القدرة على الاضافة.. أما على مستوى المحور فلدينا دفاع ممتاز بدليل أنه قبل أقلّ حصيلةمن الأهداف في مرحلة الذهاب.. الوسط والهجوم أداؤهما جيد ويبقى مزيد التحسن من الأشياءالواردة لتعزيز ما تحقق.. في العموم المشوار مازال طويلا وكأس رابطة الأبطال الافريقية في الطريق مع بروز بعض الشبان ومعرفة المشرفين على شؤون الفريق بحقيقة احتياجات الرصيد البشري.. وبمدرب جديد ووجود لاعبين من فئة قيس الزواغي وعماد المهذبي وأحمد الحامي ومجدي تراوي وسيف غزال ومحمد الجديدي في المنتخب الوطني خاصة وأن معظمهم جديرون بمواقع أساسية في المنتخب.. مؤكد في ضوء جميع ما تقدم من معطيات أن النجم الرياضي الساحلي سيكون أقوى. * المنافسة على البطولة كيف تلوح لك في مرحلة الإياب؟ صحيح أن المنافسة مفتوحة مع الفرق الكبرى لكن لا يجب أن ننسى بأن التجربة أعطت بأن مبارياتنا مع فرق وسط الترتيب خارج سوسة هي التي تصنع الفارق.. وأسبقية الثلاث نقاط لا بدّ من تدعيمها بكسب مقابلاتنا مع فرق نصف الترتيب قبل التفكير في الفوز على منافسينا المباشرين لأن ذلك أمر حتمي تفرضه المسافة الفاصلة بيننا في الترتيب وما يتعين تحقيقه لكسب فارق إضافي يعزز موقعنا في الصدارة. * ماذا تقول عن المنافسين التقليديين للنجم؟ الترجي الرياضي بدأ في استعادة توازنه واقترابه في الترتيب يؤكد ذلك.. أما بالنسبة للنادي الافريقي فقد أكد بأنه فريق يفرض الاحترام ولديه ما يقول في حين أن النادي الصفاقسي بزاده البشري الممتاز وبعناصره الشابة برهن على حسن استعداده في معظم المناسبات الكبرى.. بقي لا يجب أن نسى المستقبل الرياضي بالمرسى والنادي البنزرتي ونادي حمام الأنف. * البعض يعتبرك بمثابة المدرب على الميدان.. فهل تشاطر هذا الرأي؟ هي ثقة الجميع بما أنهم يعرفون جيدا بأن ليست لديك مصلحة شخصية بقدر ما هناك إعلاء لمصلحة الفريق فوق كل الاعتبارات وكل شيء مركز على الفريق.. واعتقادي الشخصي أنني في النجم الساحلي داخل عائلتي لا أبحث إلا عن مصلحة فريقي وهو شيء إيجابي في مشواري.. وهنا تحضرني مقولة لقيصر الكرة الألمانية فرانز بيكنباور الذي يقول بأن من يريد الألقاب يلزمه شيء هام وهو ضرورة وجود من يمثل حلقة وصل بين أفراد المجموعة.. ويجب أن يكون متحمل هذه المسؤولية لديه «القبول» وليست عنده أية مصلحة شخصية.. ومن وجهة نظري فإن المسألة تتنزل في صميم الواجب والسعي لرد الجميل لفريقي. * عندما تقترن الفترة الممتازة التي تمر بها بعرض أجنبي ألا تفكر في الاحتراف من جديد؟ المسألة منتهية بالنسبة إليّ.. ضرورة مواصلة المشوار مع النجم الساحلي الذي منحني الكثير ويجب أن أردّ بعضا من جميله.. وكل ما أتمناه أن يكون لقب البطولة مسك الختام بعد أن أضعنا كأس رابطة الأبطال الافريقية. * النجم الساحلي بصدد البحث عن مدرب جديد.. فهل تحبّذ مدربا تونسيا أم أجنبيا؟ كل شيء يسير على أحسن ما يرام.. ومدرب أجنبي في هذه الفترة قد لا يكون اختيارا صائبا خاصة إذا ما كان الأجنبي غير متفهم ويسعى الى إحداث تغييرات في غير محلها من شأنها أن تفقد الفريق توازنه.. أما المدرب التونسي فباستطاعته أن يساعدنا ويدعم ما تحقق إلى حدّ الآن.. نجحنا مع الشاذلي مليك.. وهو تونسي.. وإذا كان هناك اختيار فلن أختار غير التونسي.. خاصة حين تلقي نظرة على الرزنامة تجد بأننا مقبلون على مباراة كأس بعد أسبوع وبعد أسبوعين يعود سباق البطولة الوطنية.. باختصار لا يجب أن نعيد التجربة مع الأجنبي عندما خسرنا البطولة مع برنار كازوني. * ماذا تقول عن دور الجمهور في هذه المرحلة من مسيرة النجم الرياضي الساحلي؟ في الفترة الأخيرة جمهورنا «ما قصّرش».. كان رائعا بكل المقاييس وما شاهدناه في مقابلتي المرسى وحلق الوادي والكرم من حضور متميز للجمهور رغم غزارة الأمطار وأحسست وقتها بأنها فعلا جمهور الألقاب خاصة وهو يضاعف من تشجيعه ويقف معنا بتلك الطريقة بعد أن خسرنا لقبا في مشاهد معبّرة للغاية.. وفي لقائنا ضد النادي الافريقي جاء الجمهور بأعداد غفيرة فوجد أمامه فريقا جيدا.. وليعلم الجمهور بأن مجال التحسن مازال كبيرا أمامنا بمجموعة ممتازة من اللاعبين وبمرتبة أولى في البطولة ومع ما سيأتي من انتدابات ومدرب جديد وشبان قادمين بنجاح مثل ياسين الشيخاوي وخالد المليتي وشاكر الزواغي.. وحضور الأحباء بأعداد غفيرة من أهم العوامل التي ستساعدنا على مواصلة المشوار بنجاح وتقديم نسخ أخرى من مباريات كبيرة لعبناها أمام الافريقي والصفاقسي ومستقبل المرسى والملعب التونسي.