كان للأمطار الاخيرة الأثر السلبي على مربيي الإبل بولاية توزر حيث جرفت السيول عددا منها وغرق عدد آخر في الأوحال وتتواصل عمليات البحث عن الابل المفقودة في صحراء العودية الواقعة بين منطقة حامة الجريد من معتمدية دقاش ومنطقة الشبيكة من معتمدية تمغزة وتمثل هذه الصحراء مرعى للإبل تمسح حوالي 12000 هكتار وتقطع الابل فيها يوميا مسافة تتراوح بين 15 كلم و20 كلم أثناء رعيها وهي معرضة لخطر بعض الأودية. فصحراء العودية مصبّ لوادين كبيرين وهما واد المالح وواد الثالجة. وفي اليوم الممطر (23 سبتمبر) غمرتها المياه بسبب الفيضانات فجرفت السيول عددا هاما من الابل. وعن حجم الأضرار التي لحقت بمربيي الابل بتوزر يقول راعي الابل بصحراء العودية السيد الفاهم مسعي أن هذا المرعى به قبل الفيضانات 700 رأس من الابل وبعد أن هدأت الأمطار والى حد الآن وجدوا منها 150 رأسا فقط كما عثروا على 12 رأس من الابل غارقة في الأوحال وعجزوا عن اخراجها من هذه الأوحال فذبحوها حيث غرقت للانتفاع بلحمها. وعن مصير حوالي 500 رأس من الابل المفقودة يقول هذا الراعي انه مصير مجهول وهو يفترض أن تكون بعضها قد جرفتها السيول الى أماكن بعيدة والبعض الآخر ردمتها التربة التي جرفتها الأودية والبعض مازالت غارقة في الأوحال وهم بصدد البحث عنها الا أن الصحراء شاسعة والأوحال تعيق تنقلهم ويوجه مربيُو هذه الابل نداء الى فرق الحماية المدنية والفرق الامنية والمصالح المعنية لمساعدتهم في البحث عن إبلهم واخراج الغارقة منها في الأوحال بالرافعات وغيرها من المعدات كما يضيف هذا الراعي ان هذه الابل تمثل مورد الرزق الوحيد للكثيرين ويقدّر ثمن الجمل الواحد و الناقة ب 1000 دينار وتعود ملكيتها الى فلاحي أولاد بويحيىوسيدي عبيد بمعتمديتي تمغزة وتوزر وهم يأملون من السلط المحلية النظر في وضعيتهم لمساعدتهم على تجاوز محنتهم. والأوحال في صحراء العودية مازالت تشكل خطرا ليس على الابل فقط بل أيضا على حركة المرور في الطريق السياحية توزر الشبيكة التي تشق هذه الصحراء ففي صباح يوم السبت الماضي (26 سبتمبر) جد حادث انزلاق سيارةرباعية الدفع (4 * 4) بسبب الأوحال في هذه الطريق فانقلبت ولم ينجم عن هذا الحادث ضحايا أو اصابات خطيرة.