لم ينتظر الملعب التونسي كثيرا للدخول في صلب الموضوع عبر الضغط على المنافس من خلال قوة الجهة اليمنى أين يتواجد الثنائي محمد الشارني وأمامه المتألق محمد الجديدي، في المقابل كان الاتحاد المنستيري غائبا في الشوط الاول بسبب سيطرة ثنائي الملعب التونسي طومبادو وابراهيما با على منطقة وسط الميدان، في حين كان هشام السيفي معزولا في وسط دفاع الملعب التونسي. أصحاب الدار ركّزوا على التسربات لمروان تاج ومحمد الجديدي في اتجاه فخرالدين ڤلبي نقطة الارتكاز في هجوم البقلاوة وقد أثمر ذلك فرصة أولى في الدقيقة 35 برأسية ڤلبي تصدى لها مروان بريك ببراعة، في حين كانت الثانية ثابتة فبعد تبادل الكرة بين الجديدي والشارني، وصلت الكرة من عرضية متقنة الى رأس ڤلبي الذي أودعها شباك الضيوف موقعا الهدف الاول والوحيد في المباراة. شوط ثان باهت المباراة يمكن اعتبارها انتهت في شوطها الاول، فالنسق البطيء الذي سار به اللقاء منذ الشوط الاول، كان اكثر رتابة في الشطر الثاني من المباراة، فالملعب التونسي حاول المحافظة على نتيجة المباراة والنقاط الثلاث، فيما افتقد الاتحاد الى الآليات والعوامل التي تمكنه من تعديل النتيجة فباستثناء محاولة عبد المجيد بن بلقاسم في الدقيقة 55 لم يهدد ابناء المدرب هنري ديبيرو خصمهم طيلة ردهان الشوط الثاني وبالرغم من التغييرات بإقحام كل من خليف بوزڤرو وعبد القادر خشاش من طرف الاتحاد وجميل خمير وألفاز من جانب الملعب التونسي، لم تتغير معطيات اللقاء فاكتفت البقلاوة بما تحقق ولم يكن بوسع أبناء الرباط القيام بأكثر من ذلك. أين الاتحاد؟ هو سؤال يفرض نفسه بقوة في ظل المردود الذي قدمه زملاء مروان بريك الذي كان العلامة المضيئة الوحيدة في صفوف فريق طالما استحق صفة «الحصان الاسود» للبطولة، حيث شاهدنا فريقا بلا روح، غاب الانسجام على عناصره وحتى عبد المجيد بن بلقاسم وماهر الحناشي وهشام السيفي كانوا أشباحا لتلك الاسماء التي رفعت الاتحاد المنستيري الى أعلى المراتب فكان الفريق عاجزا حتى عن رد الفعل بسبب تباعد خطوطه وغياب آليات التنشيط الهجومي ويبدو ان المدرب الجديد لم يكن قادرا على اضافة اي شيء حيث تولى مساعده توجيه الفريق في أغلب فترات اللقاء. هذا تحفظه الذاكرة تكريم هيئة الملعب التونسي للمهاجم السابق للبقلاوة عبد الوهاب الاحمر في لقطة لقيت استحسان الجميع وعبّر عن التفاف الجميع خلف فريقهم. وما يستحق الاشادة كذلك الروح الرياضية العالية التي طبعت اللقاء بالرغم من أهمية اللقاء بالنسبة للفريقين. ...وهذا تلفظه الذاكرة ما أتاه جمهور الاتحاد المنستيري حيث قام بشتم رئيس الجمعية زهير الشاوش بعبارات نابية ومسيئة احتجاجا على هزيمة فريقه وهو ما يؤكد ان الجمهور التونسي مازالت تحرّكه العاطفة والاهواء. لقطة أخرى فرضت نفسها بسبب سلبيتها وهي المناوشة التي حصلت بين الحارس مروان بريك ومدافع الفريق كوامي في اشارة الى غياب الانسجام في الفريق والحالة النفسية السيئة للمجموعة. خبر من اللقاء اللاعب السابق عبد الوهاب الاحمر عاد الى فريقه الملعب التونسي ليضطلع بخطة معينة في صلب الهيئة المديرة للفريق وقد صرح ل«الشروق» قائلا: «أنا لم أبتعد يوما عن البقلاوة لكن هذه المرة سأكون أكثر قربا وسأكون عنصرا فاعلا في الفريق وأرجو ان أقدّم الاضافة وأتمكن من افادة فريقي». نجم «الشروق» فخرالدين ڤلبي استحق صفة نجم اللقاء لأنه نجح في التوقيع على الهدف الوحيد لفريقه وبالتالي تحقيق ثلاثة نقاط مهمة، وفي غياب مردود متميز كان هدف فخرالدين ڤلبي كافيا للملعب التونسي لتحقيق المطلوب. لكن هذا لا يخفي تألق ابراهيما با ومحمد الشارني. في حين ان فخرالدين ڤلبي تميز بتحركاته وتفوقه في الكرات العالية على دفاع الاتحاد وقد أعطى لفريقه عمقا هجوميا افتقده في السابق. هنري ديبيرو: فريقنا ينقصه الكثير فريقنا ينقصه الكثير على المستوى البدنى والفني فقد قمنا بالكثير من الاخطاء أبانت عن تواضع امكانياتنا ونقص كبير في الخبرة من حيث التمركز وعدم القدرة على التحكم في الكرة من خلال التمريرات القصيرة والدقيقة، من جهة أخرى نحن نعاني من غياب العديد من العناصر بسبب الاصابات، لذلك ينتظرنا عمل كبير في قادم الايام لكي نعود الى المستوى المطلوب. باتريك ليويغ: انتصار صعب لكنه مهمّ الانتصار تحقق نتيجة للعمل الكبير الذي قمنا به طوال الاسبوع الماضي، نجحنا في التحكم في النسق في الشوط الاول وسجلنا هدف السبق، لكننا تراجعنا بعض الشيء في الشوط الثاني ليأخذ المنافس ثقة في نفسه... المهم الآن أننا حصدنا العلامة الكاملة للمباراة، وعلينا مواصلة العمل بهدوء ونثبّت أقدامنا على الارض ولا نطلق العنان لأحلام قد تتبخر في قادم المباريات، لأننا مازلنا في الجولة السادسة.