تتعزز قريبا الشبكة الوطنية للمطارات الدولية في بلادنا بدخول مطار زين العابدين بن علي الدولي بالنفيضة حيز الاستغلال الفعلي بعد أن انتهت أشغاله وتمت تجربته. هذا المطار الجديد والعصري الذي تم انجازه في اطار لزمة مع مجموعة «تاف» التركية يتميز بموقعه الاستراتيجي وبقربه من أبرز المناطق السياحية في البلاد وأساسا سوسةالمنستير والحمامات نابل وكذلك العاصمة وهو ما سيعطي دفعا جديدا للقطاع السياحي ويعزز تنافسية الوجهة التونسية قبل أشهر من توسع تطبيق برنامج السماوات المفتوحة. وبافتتاح مطار النفيضة سيصبح لكل منطقة سياحية مطارها اضافة إلى تقريب خدمات النقل الجوي من المواطنين والمصدرين وأصحاب المؤسسات التونسية في كامل جهات البلاد، ويتزامن هذا الانجاز الضخم مع عمليات تأهيل وتطوير وتجميل مطار تونسقرطاج الدولي ورصد ميزانية هامة لتحقيق برنامج تحويله الى محطة ترابط دولي استغلالا لموقع بلادنا الاستراتيجي الرابط بين مختلف قارات العالم ومرافقة لهدف تحوّل تونس إلى عاصمة اقليمية للخدمات. وكانت عديد الأطراف أشارت الى امكانية نقل مطار تونسقرطاج الدولي الي موقع آخر بعيدا عن وسط العاصمة ومواطن العمران وتم اقتراح منطقة برج العامري لاحتضان المطار الجديد. وان يبدو وجيها إبعاد المطار عن قلب العاصمة وعن الأحياء السكنية وهو اختيار معمول به عالميا فإن نقل مطار تونسقرطاج الدولي إلى برج العامري قد يكلف المجموعة الوطنية استثمارات ثقيلة لغلق المطار الأول وانشاء المطار الجديد اضافة الى أن عائدات مطار النفيضة بعد تشغيله ستذهب الى شركة «تاف» التركية حسب اتفاقية اللزمة التي تمتد على أربعين عاما كاملة والتي بمقتضاها أصبحت الشركة التركية تستفيد من استغلال وتسيير مطار المنستير منذ بداية العام الحالي. اننا اليوم أمام تحديات كبيرة في مجال النقل الجوي بكافة مكوناته وعلى جميع المتدخلين كسب هذا الرهان بالحرص على تجويد الخدمات والزيادة في الانتاجية والرفع من المردودية وبالتالي القدرة التنافسية للقطاع أمام المؤسسات والمطارات الأجنبية.