وحسب بعض المصادر فان هذا التأخير في انطلاق النشاط مرده أن بعض شركات الطيران الاجنبية، مازالت غير متحمسة في الوقت الراهن لبرمجة رحلات نحو هذا المطار بسبب بعده عن العاصمة (حوالي 90 كلم) وتفضل مواصلة رحلاتها نحو مطار تونسقرطاج الدولي. لكن مصادر من وزارة النقل نفت ذلك مؤكدة ان المطار جاهز بنسبة مائوية كاملة وان عديد الشركات التونسية والاجنبية جهزت برامج رحلاتها نحو مطار النفيضة. وان المفاوضات جارية لجلب أكثر من شركة عالمية. من جهتها أكدت مصادر من مجمع «تاف» وهي الشركة التركية المستغلة للمطار، ان النشاط التجاري الفعلي للمطار تأخر باعتبار ان فصل الشتاء يشهد عادة ركودا في حركة الملاحة الجوية وان الموسم السياحي الجديد سيشهد نشاطا مكثفا للمطار. وهو نفس الشيء الذي أكدته الادارة العامة لديوان الطيران المدني والمطارات حيث أكد السيد محمد الشريف ل»الصباح» أن المطار يشهد اليوم حركية على مستوى الرحلات الخاصة ورحلات الشحن اما النشاط التجاري الآخر فهو ينتظر الموسم السياحي الذي ينطلق في شهر أفريل. وبالتالي فانه انطلاقا من افريل القادم سيشهد مطار النفيضة حركيته الطبيعية رغم بعض الصعوبات في اقناع متعهدي الرحلات بتغيير بعض الرحلات من مطار المنستير الى مطار النفيضة وكان من الممكن ان نسجل رحلات أكثر نحو هذا المطار لو تضافرت جهود الجميع نحو تنشيط مطار النفيضة. وكان السيد نبيل الشتاوي الرئيس المدير العام للخطوط التونسية أكد أن الناقلة ستكون متواجدة بشكل جيد في أكبر وأحدث مطار تونسي عبر خطة تدريجية خاصة ان الموسم الشتوي قد انطلق لهذا العام لكن بداية من الصيف القادم سيكون للخطوط التونسية 20 رحلة أسبوعية وينتظر أن تتطور الحركة على المطار مع صائفة 2011 حيث سيصبح المطار قاعدة رئيسية من قواعد الخطوط التونسية. جاهزية كاملة للمطار وبخصوص عودة الأشغال في بعض مكونات المطار بعد الرحلتين التجريبيتين مما فسح المجال لعديد التاويلات، أكد السيد محمد الشريف أن اللجنة الوطنية لمتابعة لزمة المطار والمتركبة من عديد الوزارات والاطراف صرحت بالاجماع منذ مدة بجاهزية المطار للاستغلال بنسبة مائوية كاملة. وان البنية الأساسية للمطار من ارقى ما يوجد في العالم ولا يوجد حولها اي تحفظ. اما عن الاشغال التي تمت ملاحظتها فهي اصلاحات غير جوهرية وبعض التحسينات التجميلية الخاصة ببيئة المطار ومحيطه. وكانت اللجنة الوطنية لمتابعة لزمة المطار الدولي النفيضة زين العابدين بن علي انهت أشغالها بصفة كاملة خاصة فيما يتعلق بمراقبة مباني وتجهيزات المطار والخدمات المقدمة سواء للطائرات على غرار خدمات برج المراقبة والملاحة الجوية والمساعدة الأرضية أو تلك المقدمة للمسافرين مثل التسجيل ومنظومة الإرشاد السمعي والمرئي والمرور بواسطة العبارات التليسكوبية الى المحطة الجوية وآليات استلام الأمتعة والخروج الى الفضاءات الخارجية للمطار الى حدّ الوصول الى مأوى السيارات والحافلات وأكدت جاهزية المطار ونوهت بمدى تقدمه وتطوره. وكان مطار النفيضة أسند عن طريق عقد لزمة انجاز واستغلال (تمويل كامل) بتكاليف استثمارية قدرت ب850 مليون دينار تونسي لفائدة إحدى الشركات التركية، وهي «مجمع تاف» للمطارات (TAV) الذي كان فاز في أفريل 2007 بطلب العروض المتعلق بإنشاء واستغلال مطار النفيضة وإستغلال مطار المنستير لمدة 40 سنة. وتبلغ طاقة الاستيعاب الأولية لمطار النفيضة ال 5 مليون مسافر في السنة، مع إمكانية تطويرها إلى 30 مليون مسافر في السنة.