لئن اتسم الموسم الثقافي المنقضي بحركية متميزة، حظيت بدعم كبير وإحاطة متواصلة من قبل الجهات المسؤولة على الصعيدين الوطني والجهوي، ومتابعة متميزة لوسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، تبشر بآفاق أرحب للعمل الثقافي في هذه الربوع، فإن الموسم الثقافي الحالي من خلال تظاهرة افتتاح الموسم الثقافي 20092010 بما تعكسه من ألوان وتعابير ثقافية في مختلف الأنشطة الفكرية والفنية، وبالحضور الفاعل للمؤسسات والجمعيات والمنظمات المعنية وهياكل العمل الثقافي، تستشرف لموسم يترجم عما تزخر به هذه الساحة من عطاء متواصل لمثقفيها ومبدعيها في شتى المجالات. سيشتمل افتتاح الموسم الثقافي على فعاليات متعددة تتميز بثراء المضامين وتنوع التظاهرات والأنشطة، هذا إضافة الى توخي مبدإ الشراكة ومساهمة مختلف الأطراف المتدخلة بصفة مباشرة أو غير مباشرة في العمل الثقافي وهو توجه دأبت عليه كل من المندوبية الجهوية واللجنة الثقافية الجهوية والمركز الجامعي للتنشيط الثقافي والرياضي بصفاقس في إطار الحرص على تشريك مختلف الهياكل وجلّ الكفاءات في بلورة مختلف التصورات لنسج ملامح البرمجة الثقافية. ويشتمل برنامج هذه التظاهرة التي يشرف على فعالياتها الأستاذ محمد بن سالم والي صفاقس والتي تتواصل الى حدود 9 أكتوبر 2009 وتنطلق من الخامسة مساء بالرواق البلدي للفنون بمعرض تقاسيم يجمع انتاجات الطلبة الثرية التي تفتح مجالا أرحب أمامهم لصقل مواهبهم ومهاراتهم الفنية في إطار نوادي اختصاص بالمركز الجامعي للتنشيط الثقافي والرياضي بصفاقس والتي تتواصل فعالياته الى غاية الرابع عشر من شهر أكتوبر. ومن بين الفقرات معرض العشرينية للفنون التشكيلية للفنانين المتوجين برواق القصبة... ترتب له المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث واللجنة الثقافية الجهوية بالتعاون مع جمعية أحباء الفنون التشكيلية بصفاقس ليتواصل الى غاية السابع عشر من أكتوبر. وهو معرض يتم خلاله الاحتفاء بالفنانين التشكيليين الذين تحصلوا على جوائز خلال المعارض المنتظمة في إطار نشاط الجمعية منذ تاريخ تأسيسها الذي يعود الى بدايات التسعينات. وفي سهرة الليلة الخميس 8 أكتوبر 2009 ينتظم عرض موسيقي للفنان التونسي محمد الجبالي الذي سيقدم ضمن العرض «كوكتال» من الأغاني الخاصة بالفنان والمبدع محمد الجموسي. وفي التاسع من أكتوبر 2009 تحتضن قاعة المعارض بالمركب معرضا للأنشطة الثقافية بجهة صفاقس للموسم الثقافي 20082009 يعكس الحركية الثقافية في الجهة التي شملت مختلف مناطق الجهة اذ تشهد عديد المعتمديات تظاهرات ثقافية متميزة ساهمت في نسج ملامحها المؤسسات والجمعيات والهياكل الثقافية. هكذا تكون الانطلاقة لموسم ثقافي يتسم بالحيوية والاستمرارية والتلازم بين القيمتين الكيفية والكمية للفعل الثقافي. خاصة أننا سنعيش هذا الموسم على إيقاع العديد من الاحتفالات والمحطات الوطنية التي تنصهر في خيارات سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الداعية الى مزيد تنشيط الحياة الثقافية داخل الجهات وخلق أقطاب ثقافية محلية لما للثقافة من أهمية كرافد من روافد التغيير.