تلعب الكشافة دورا مهما وتؤدي وظائف متعددة في تربية النشأ على الانضباط واحترام القيم والمبادئ والتدرب على مجابهة الصعاب وهي بذلك تشكل مدرسة شاملة فيها يتلقى الشباب دروسا مختلفة وفيها يحذق مهارات كثيرة بما تقدمه في برامجها من أنشطة. فالكشافة هي مدرسة مستقلة بذاتها وببرامجها الخصوصية يعود إليها الفضل في أنها تمكن المنضم إلى صفوفها بالخصوص من التمرس بالحياة وبتفاصيلها. فهي ليست المدرسة التقليدية التي يتلقى فيها التلميذ تربيته ودروسه ولا هي مدرسة الجيش التي يتدرب فيها المرء على الانضباط وأداء الواجب وإن كانت شبيهة بها في بعض من أنشطتها وإنما هي مدرسة ما بين المنزلتين أكاد أقول إنها ضرورية للطفل في مرحلة من مراحل حياته والذين مروا بالكشافة وانخرطوا في الحركة الكشفية يدركون جيدا قيمة هذه المدرسة التي تكمل تكوين الإنسان المدرسي بل وتثريه بأنشطة هادفة تلتقي في أهدافها مع الأهداف التربوية عموما. إن الكشافة بما هي حركة هادفة إلى تهذيب سلوك الأطفال وتقويم ما يمكن أن يتسموا به من اعوجاج في تصرفاتهم هي مدرسة بذاتها بنوعية أنشطتها ولها مناهجها وطرقها في إعداد الطفل لخوض غمار الحياة العملية. ولهذه الاعتبارات فإننا ندعو المسؤولين على هذا القطاع في بلادنا إلى مزيد التحسيس حتى يرغبون أكثر عدد ممكن من الأطفال للانضمام إلى صفوف الكشافة كما نأمل أن تحافظ هذه المدرسة على نهجها ونقائها حتى تتخرج منها أجيال نظيفة تكون بذورا صالحة لخدمة الوطن والمضي به قدما نحو الازدهار والتقدم.