فاز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام لسنة 2009 بعد «جهوده في إحلال السلم العالمي وعمله على خفض مخزون العالم من أسلحة الدمار الشامل» وفق ما أعلنت الأكاديمية السويدية أمس في ما اعتبر «تسبقة» له على مشاريع السلام المعلقة في أكثر من منطقة في العالم. فرغم حداثة عهده في حكم الولاياتالمتحدة ورغم التعثر الشديد لجهوده من أجل اطلاق السلام في الشرق الأوسط وعدم تمكنه من تجاوز أولى العقبات وأبسطها وهي اقناع الحكومة الاسرائيلية ولو بتجميد جزئي للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ورغم تخبط قوات بلاده في العراق وأفغانستان تمكن أوباما من اختطاف جائزة نوبل من بين 204 مرشحين منافسين له. جهود... «استثنائية» والجائزة قيمتها عشرة ملايين كرونة سويدية (1.4 مليون دولار) وستسلم لأوباما في 10 ديسمبر المقبل وبذلك يكون أوباما كمن حصل على تسبقة للسلام في انتظار أن يحققه. وقالت اللجنة المانحة في بيان أصدرته أمس إن أوباما بذل جهودا استثنائية لتقوية الديبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب وساهم في تعزيز الحوار لحل القضايا العالمية الشائكة. وأضافت اللجنة «قليلون هم من حازوا على انتباه العالم مثلما فعل أوباما، لقد أعطى العالم أملا بالتغيير والمستقبل الأفضل وديبلوماسيته قامت على مبدإ إن من يقود العالم عليه أن يكون مثالا يحتذى في القيم والمبادئ. وأشارت اللجنة إلى أن أوباما بصفته رئيسا خلق مناخا جديدا في السياسة الدولية فقد استعادت الديبلوماسية متعددة الأطراف مركزا وسطيا مع التركيز على الدور الذي يمكن أن تلعبه الولاياتالمتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية. وأوضحت اللجنة أنها علقت أهمية خاصة على رؤية أوباما وعمله من أجل عالم خال من الأسلحة النووية مضيفة أن الحوار والمفاوضات باتت أدوات مفضلة لحل أكثر النزاعات الدولية صعوبة ورؤية عالم خال من الأسلحة النووية حفز بقوة مسألة نزع التسلح ومفاوضات السيطرة على الأسلحة. وتابع البيان أنه «بفضل مبادرة أوباما تلعب الولاياتالمتحدة دورا بناء أكثر في مواجهة التحديات المناخية الكبرى التي يصطدم بها العالم». دهشة... ودفاع وثارت دهشة الصحفيين في أوسلو لدى اعلان قرار منح الجائزة وهي من أرفع الجوائز في العالم إلى رئيس لم تمض تسعة أشهر على توليه الحكم ولم يحقق انجازا كبيرا في مجال السياسة الخارجية. لكن رئيس لجنة «نوبل» توربيوين ياغاند دافع عن قرار اللجنة منح الجائزة هذا العام لأوباما. وقال ياغلاند إن كل ما حدث في العالم منذ تولي أوباما حكم أمريكا وكيف تغير المناخ الدولي يعتبر أكثر من كاف للقول إن أوباما أوفى بما جاء في وصية الفريد نوبل ألا وهو ضرورة منح الجائزة إلى من بذل أكثر من أجل التآخي العالمي ونزع السلاح خلال العام المنقضي ولمن دعم التعاون والحوار. وفي أول رد فعل أمريكي أعلن مسؤول في الادارة الأمريكية أن أوباما تلقى «بتواضع» خبر فوزه بجائزة نوبل موضحا أن الرئيس كان نائما عندما أيقظه المتحدث باسمه ليزف اليه النبأ. ويذكر أن أوباما هو الرئيس الأمريكي الرابع الذي يفوز بجائزة نوبل للسلام بعد تيودور روزفلت وودرو وليست وجيمي كارتر.