في افتتاحه لندوة «دور الكتاب في تركيز مجتمع المعرفة» بمقر الألكسو صباح امس اكد الدكتور المنجي بوسنينة الامين العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو ان هذه الندوة تندرج في إطار احتفالات دولة المقر تونس بالسنة الوطنية للكتاب 2003 التي تفضّل سيادة الرئىس زين العابدين بن علي بوضعها تحت سامي اشرافه. وأضاف امام المندوبين الدائمين للدول العربية لدى المنظمة والكتّاب والباحثين الذين حضروا هذه الندوة «ان اختيارات دولة التغيير في تونس خصوصا في المجال الثقافي ساهمت الى حد بعيد في احداث نقلة نوعية على صعيد المشهد والانتاج الثقافيين وقد اكد سيادة الرئيس مرات عديدة على ان الانخراط الواعي في منظومة الحداثة يقتضي منا تطوير ادائنا وابتكار اساليب جديدة تدفع بالمواطن الى نحت كيانه ورصد ما يستجد في العالم من انجازات في مجال الخلق الفكري والفني. وتحدّث الدكتور المنجي بوسنينة عن مجتمع المعرفة قائلا: ان مجتمع المعرفة وكما يدل عليه اسمه هو الذي يقرّ بالدور الحاسم للمعرفة في تشكيل ثروة المجتمع وتجسيد رفاهيته الدائمة ولاشك ان ثروة الامم من جنس ادائها عبر التاريخ... وما نلحظه في تونس اليوم من دعوة دائمة الى احلال التجانس بين الشعارات والوقائع يدل دلالة قطعية على ان مجتمع المعرفة في المفهوم التونسي ليس واقعة أيديولوجية تلفها الاوهام وإنما هو من صميم الاختيارات التنموية الشاملة التي يتبوأ الكتاب داخلها مكانة هامة باعتباره ركيزة من ركائز بناء مجتمع المعرفة على صعيد الاكتساب والترويج والمحتوى والانتاج. القراءة للجميع واعترف الدكتور بوسنينة ان توزيع الكتاب العربي مازال دون المأمول لاعتبارات كثيرة، لذلك اكدت المنظمة خطة عربية لتقريب الكتاب من المواطن بإصدار سلسلة كتب تحت عنوان «القراءة للجميع» لا يتجاوز سعر الكتاب الواحد دينارا تونسيا وصدرت بمناسبة هذه الندوة عشرة عناوين اولى من السلسلة اولها كتاب عن «ابي القاسم الشابي» بمناسبة ذكرى وفاته التاسعة والستين. وأنهى الدكتور المنجي بوسنينة كلمته بالحديث عن معرض فرانكفورت سنة 2004 الذي ستكون فيه المنظمة ضيف شرف كممثلة للعالم العربي وهي فرصة تاريخية ستسعى الألكسو الى استثمارها على احسن وجه لأنها لن تتكرر الا سنة 2012 وستقدّم المنظمة صورة متكاملة عن الثقافة والفنون في العالم العربي اذ ستمكّن المنظمة من مساحة تصل الى هكتار لتقديم برنامج ثقافي متكامل في معرض فرنكفورت بألمانيا خلال شهر اكتوبر 2004 . البرنامج وبعد كلمة الدكتور المنجي بوسنينة تم افتتاح معرض منشورات المنظمة وانطلقت اشغال الندوة التي تواصلت كامل يوم امس وألقت فيها المحاضرات التالية: أية كتابة لأي قارئ؟! سلوى الشرفي مجتمع المعرفة ودور الكتاب في التنمية الثقافية العربية: عبد الله التركماني الكتاب ركيزة اساسية لحوار الحضارات: مصطفى الفارسي القراءة حدث معرفي ونشاط إبداعي: مبروك المناعي وسائل الاعلام العربية ودورها في الترغيب في المطالعة محمد حمدان اي مستقبل للكتاب في ضوء الثورة المعلوماتية: نهاية الكتابة ام نهاية القراءة؟! وستصدر اعمال هذه الندوة قريبا في كتاب.