إسلام أباد واشنطنلندن (وكالات) اعترف الجيش الباكستاني أنه يواجه مقاومة «عنيفة» في الهجوم الذي بدأه صباح أمس في منطقة جنوب وزير ستان القبلية ضد مقاتلي حركة «طالبان الباكستانية»، فيما عجلت وزارة الدفاع الامريكية بتسليم الجيش الباكستاني مساعدات عسكرية وهو ما اعتبره كاتب بريطاني «محاولة أمريكية حمقاء» لتقوية الحكومة لتشعل صراعا «يقترب من الحرب الأهلية» هناك. وقال مسؤولون في الاستخبارات العسكرية الباكستانية ان الهجوم البري يستهدف جنوب وزيرستان التي تعتبر حصنا لتنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» باكستان، وأكّدت مصادر من قوات الأمن الباكستانية ان مقاتلي الحركة يبدون مقاومة عنيفة ضد تقدّم القوات البرية. وأشارت المصادر الى أن الهجوم البري ترافق مع قصف جوي بغية ضرب المواقع الدفاعية التي نصبها المقاتلون. وقتل جنديان باكستانيان وجرح أربعة آخرون صباح أمس في انفجار عبوة ناسفة زرعت على حافة الطريق لدى مرور قافلتهم شمال منطقة وزيرستان وفق ما أكّده مسؤول أمني. وقال المسؤول انه من المؤكد ان «طالبان» فجرت العبوة بجهاز تحكم عن بعد لدى مغادرة القافلة لقاعدة رازمال العسكرية متّجهة الى مركز آخر في المنطقة. وفي منطقة جندولا بجنوب وزير ستان انفجرت عبوة ثانية وأسفرت عن مصرع جندي وجرح اثنين آخرين. وعلى صعيد متّصل شن مسلحون هجوما صاروخيا على معسكر للجيش في منطقة شاكاي حيث أكد مسؤول استخباراتي إن 3 جنود قتلوا وأصيب 5 آخرون. عتاد أمريكي سري؟! وفي سياق متّصل أكد مسؤولون أمريكيون أن وزارة الدفاع الامريكية عجلت بتسليم مساعدات عسكرية للجيش الباكستاني قبل هجوم موسع مرتقب على مناطق تعتبر معاقل لحركة «طالبان» باكستان. وأشار المسؤولون في تصريح لوكالة «رويترز» أن عتادا وتجهيزات عسكرية بقيمة 200 مليون دولار في طريقها الى باكستان، ولم يذكروا تفاصيلا كاملة عن طبيعة المعدّات، موضحين أن جزءا من المساعدات هي من العتاد «المتطور السري». وذكر المسؤولون أن المساعدات العسكرية المباشرة من البنتاغون تأتي اضافة الى العتاد الذي تتلقاه باكستان من خلال مشترياتها العادية من السلاح والتي تشرف عليها وزارة الخارجية. ووقع الرئيس باراك أوباما قبل أيام تشريعا يمنح باكستان مساعدات عسكرية بقيمة 7.5 مليارات دولار على مدى خمس سنوات لكن التوقيع تم بشكل غير معلن بعد أن أكد منتقدون باكستانيون أن القانون ينتهك سيادة باكستان، وفقا لما نقلت عنهم وكالة «رويترز». ويهدف الدعم الامريكي الى مساعدة باكستان على شن هجوم كبير على مقاتلي «طالبان» في معقلهم في وزيرستان الجنوبية على الحدود مع افغانستان. محاولات أمريكية حمقاء؟! وفي هذا الاطار يقول الكاتب البريطاني سايمون تسدال إن «المحاولات الامريكية الحمقاء» لتقوية الحكومة الباكستانية قد تشعل الصراع هناك ليتحول الى حرب أهلية أو ما شابه. وقال الكاتب في مقال تحت عنوان «مع أصدقاء مثل أمريكا... باكستان ليست بحاجة الى أعداء» ونشر في صحيفة «ذي غارديان» البريطانية إن «باكستان تدفع ثمنا باهضا في الوقت الذي تتردّد فيه الادارة حيال ما يجب فعله في افغانستان». وأوضح قائلا «إن هجمات (طالبان) الاخيرة تشير الى المخاوف من أن عواقب الشلل الامريكي بافغانستان تنطوي على المزيد من زعزعة الاستقرار في باكستان».