قررت حركة «طالبان» الأفغانية إرسال قوات لدعم نظيرتها الباكستانية في حربها ضد الجيش الباكستاني في وزيرستان، فيما يواصل الأخير هجوما بدأه على معاقل الحركة منذ أربعة أيام. وكشفت صحيفة «ذي نيوز» الباكستانية أن «المنظمات الجهادية الأفغانية والباكستانية قررت التكاتف في حربها ضدّ الجيش في جنوب وزيرستان». وأكدت الصحيفة أن هذا القرار اتخذ في اجتماع عقد في أفغانستان بين قادة تنظيم «القاعدة» وجماعة حكمتيار وحركة «طالبان» الأفغانية والمنظمات الباكستانية المقاتلة. قوّة بشرية إلى وزيرستان؟ وقرر الاجتماع وفق ما ورد بالصحيفة الباكستانية استهداف القوات الأمنية والعسكرية الباكستانية التي تساعد القوات الأمريكية وتقرر أيضا وللمرة الأولى ارسال قوة بشرية إلى جنوب وزيرستان لدعم المقاتلين الباكستانيين. وأضافت «ذي نيوز» ان الاجتماع قرر أيضا تصعيد الهجمات ضد «القوات الأمريكية وقوات التحالف، مشيرة إلى أنهم أطلقوا على المعركة الجديدة اسم «معركة الباطل والحق» والتي «سيتم بموجبها تجنب استهداف الأماكن العامة واعتماد استراتيجية حرب العصابات». وفق ما أوردته الصحيفة. وكان الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري قد قال مؤخرا إن الجيش الباكستاني «أصبح أداة في يد التحالف الصليبي ويطعن المقاتلين على الحدود الباكستانية الأفغانية في الظهر». وأشار إلى أن الهدف من دخول الجيش الباكستاني على خط الأحداث «إنما يأتي لانقاذ الولاياتالمتحدة والناتو بعد الهزيمة التي لحقت بهم في أفغانستان». وفي الإطار ذاته نسبت الصحيفة إلى مصادر مطلعة تأكيدها أن أكبر قادة جماعة «عسكر جنجوي» أقامت اتصالات مع «طالبان» الأفغاني وأن جميع عناصرها العاملين في البنجاب وصلوا إلى جنوب وزيرستان. وأكدت المصادر ذاتها للصحيفة أن جميع المنظمات المقاتلة الباكستانية أعلنت قبولها لحكيم اللّه محسود أميرا لها ووعدت بمواصلة القتال تحت قيادته. عملية دموية وعلى صعيد متصل توقع المحلل السياسي أناتول ليفين في مقاله بصحيفة «تايمز» البريطانية أن تكون العملية العسكرية التي بدأها الجيش الباكستاني منذ أربعة أيام طويلة الأمد ودموية بسبب ما تواجهه من معارضة محلية مدعومة من السكان المحليين الذين رفضوا على مرّ التاريخ أي هجوم خارجي إضافة إلى تأييدهم ل«طالبان». وعزا المحلل الهجوم الباكستاني إلى أمرين أولهما إقناع أمريكا بالإفراج عن المساعدات العسكرية التي تبلغ مليارات الدولارات وثانيهما أن «الحكومة الباكستانية نفسها باتت ترى في (طالبان) تهديدا خطيرا لها». وأكد ليفين أن الجيش الباكستاني ربما سيفرض سيطرته في النهاية على منطقة وزيرستان وهذا لن ينهي التمرد ولكنه سيدفع (طالبان) إلى الاختباء تحت الأرض أو الخروج مؤقتا من البلاد إلى أفغانستان» عل حد قوله. وفي الأثناء واصل الجيش الباكستاني حملته جنوب وزيرستان وذكرت مصادر عسكرية أنه أقام خمس قواعد مؤقتة له في المنطقة قرب الحدود الأفغانية في محاولة لتطويق معقل «طالبان» الرئيسي.