أقدم جيش الاحتلال الصهيوني خلال عدوانه على قطاع غزة نهاية شهر ديسمبر الماضي على ارتكاب جرائم متعددة بحق المدنيين الفلسطينيين العزل حيث تعمّد قتل المعتقلين ودفن الجرحى أحياء في محاولة للتغطية على الوحشية التي أظهرها في ذلك العدوان. وكشف تقرير حقوقي فلسطيني جديد خفايا الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال وقال نشأت الوحيدي الباحث في شؤون الأسرى في تصريح له أمس ان «العدو الصهيوني نفذ عمليات قتل بحق العديد من الأسرى الذين استشهدوا بعد احتجازهم». جرائم حرب وأوضح الوحيدي أن الاحتلال ارتكب جرائم حرب بحق الأسرى والجرحى الفلسطينيين.. حيث قام أثناء اجتياحه حي الزيتون شرق غزة بدفن الجرحى وهم أحياء كما حدث مع الشهداء: إيهاب محمد سعيد وعبد الكريم ملكة ووليد خالد عزام (من حي الزيتون) وإيهاب محمد عامر(من خان يونس) وهذه العملية تمّت بحق الجرحى الأحياء غرب (عمارة دولة) بمسافة 100 متر. وأشار الباحث الى مجزرة «عائلة السموني» في حي الزيتون باعتبارها شاهدا على جرائم الحرب الصهيونية مؤكدا أن 27 من بين 90 من أفراد العائلة الذين احتجزوا في بيت وائل فارس حمدي السموني قد استشهدوا نتيجة استهدافهم من قبل الطائرات المقاتلة الصهيونية بثلاثة صواريخ بشكل مباشر على مكان الاحتجاز، وأنه قد أصيب العشرات بجروح خطرة أدت الى استشهاد الكثير منهم في وقت لاحق. شهادات من غزة وكمثال على وحشية جيش الاحتلال أكد الوحيدي أن «هناك نوعا آخر من جرائم الحرب التي ارتكبها جيش الاحتلال وقادته بحق الفلسطينيين الأبرياء حيث قام بمنع وصول احدى النساء الحوامل الى مستشفى (الشفاء) وهي زوجة الفلسطيني المزارع ماجد حمدي محمود السموني، وكانت عائلة المواطن محتجزة وأسيرة بيد جيش الاحتلال». وفي شهادة أكثر تعبيرا يورد الباحث نشأت الوحيدي على لسان أحد شهود العيان بأن قوات الاحتلال وأثناء احتجازها لإحدى الأسر (من نفس العائلة) قامت بقتل المواطن أو المدني الأعزل عطية حلمي السموني مباشرة بعد فتحه باب المنزل، ولدى تصفيته صرخ طفله الصغير أحمد (عمره لم يتجاوز 5 أعوام) «لماذا قتلتم أبي»،يقول الباحث «فكان ردّ قوات الاحتلال على الطفل برصاصتين غادرتين في صدره الصغير.. أدّتا الى استشهاده على الفور!». وبيّن الوحيدي أن الحرب الصهيونية أدت الى فقدان الكثير من أبناء قطاع غزة و«مازال مصير الكثيرين منهم مجهولا حتى يومنا هذا مما يستدعي ويستوجب فتح ملف المفقودين الفلسطينيين والكشف عن السجون السرية الصهيونية وعن مصير المفقودين وملاحقة ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة».