مثل انتخاب تونس مؤخرا بالاجماع في منصب نائب رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي حدثا مهما ليس فقط لأنه يكافئ الإطارات والكفاءات الوطنية ويقر بقدرتها على التسيير والإدارة بل وأساسا لأنه يعتبر شهادة اعتراف وتقدير دولية للسياسة التونسية في مجال الطيران المدني والنقل الجوي للنجاحات والانجازات المحققة في البنية الأساسية في سلامة النقل الجوي وجودة خدماته. فمن حق التونسيين أن يفاخروا بحجم المنجز المحقق في هذا المجال من خلال تطور شبكة المطارات الدولية في البلاد حتى أن أكبر مسافة تفصل بين مطارين أصبحت لا تتعدى 100 كلم وستعزز في قادم الأيام بمطار زين العابدين بن علي بالنفيضة الذي سيكون مطارا عصريا ومتطورا وذا طاقة استيعاب عالية من المسافرين تصل إلى 30 مليون مسافر على المدى البعيد. ولا شك أن هذه المكاسب المحققة خلال العشريتين الأخيرتين والمتمثلة في احداث مطارات ومحطات جوية جديدة وتأهيلها وجعلها مواكبة للمواصفات العالمية تستند لإرادة وحرص من سيادة الرئيس زين العابدين بن علي للنهوض وتطوير هذا القطاع والارتقاء به إلى أعلى المراتب ايمانا منه بقدرته على خدمة كل القطاعات الاقتصادية والسياحية ودفع التنمية الشاملة للبلاد. ولازلنا نذكر زيارة سيادته التاريخية يوم 22 ديسمبر 2007 إلى مطارات صفاقس وجربة وقابس لتدشين ووضع حجر أساس لمحطات جوية جديدة وهو ما يترجم عمق الاهتمام والعناية الرئاسية الموصولة. ولا يخفى على أحد في عالم النقل الجوي ما أدركته بلادنا من تطور في مجال سلامة الملاحة الجوية وهو ما جعل الناقلات العالمية تفضل عبور الأجواء التونسية الآمنة. إن ما توفر اليوم في تونس يعد استباقا لمرحلة السماوات المفتوحة التي أصبحت على الأبواب وهو رهان يتوجب اكتسابه باستراتيجية استشرافية وكذلك تعاضد جهود كل المتدخلين في المجال. كما يكتسي الاستثمار الخارجي أهمية بالغة من قبل سيادة الرئيس الذي يحرص على استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية وتشجيعها وهو ما تم تحقيقه نتيجة ما تنعم به بلادنا من أمن واستقرار وما تم توفيره من حوافز وامتيازات إضافة للتطورات والانجازات التي عرفتها بلادنا وكلها نتاج عمل وجهد سياسة حكيمة موفقة أرسى مبادئها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي انطلاقا من نظرته الاستشرافية لتونس الغد وحرصه على الارتقاء بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال ما تضمنه البرنامج الانتخابي للرئيس بن علي من أبعاد طموحة وتوجهات رائدة في شتى المجالات كفيلة بأن تستجيب إلى تطلعات الشعب التونسي خاصة أنه يملك القدرة على استشراف المستقبل واستباق الأحداث في خضم ما يشهده العالم من تقلبات.