تدعم المشهد الاعلامي السمعي البصري هذه الأيام بانطلاق البث التجريبي لأول قناة تلفزية عربية تحمل الجنسية التونسية على الأنترنات.. صاحب الفكرة والمشروع هو المنتج والمخرج السينمائي نجيب الزواوي الذي التقيناه في حوار حول هذا المولود الاعلامي الجديد ودوافع بعثه وتوجهاته.. بداية لاحظنا ان انطلاقة بث قناتكم كانت بمجموعة من الشهادات حول الانتخابات الرئاسية والتشريعية، لماذا هذا الاختيار؟ سؤالكم فاجأني فنحن مازلنا في مرحلة التجريب، بحكم أنني درست خارج الحدود، وأقمت لسنوات طويلة بسويسرا وفرنسا وتجولت في الكثير من بلدان العالم، بإمكاني القول إنه علينا الاعتزاز بما تحقق ببلادنا منذ التغيير وعلينا أن نفتخر بما أنجز، فما حققه رئيسنا نادر وغير متوفر في البلدان التي هي في مستوانا وحتى التي تفوقنا ثروات طبيعية.. فهذا العمل الذي قمت به هو اعتراف مني كتونسي بجميل سيادة الرئيس وسعيد بترشحه للانتخابات، فما أنجزه خلال فترته غير مسبوق، وما ينتظرنا تحديات لا يمكن أن يرفعها إلا سيادة الرئيس زين العابدين بن علي. الشهادات التي قدمتها كلها تجمع على اختيار سيادة الرئيس، فهل تدخلت كمخرج؟ لم أتدخل، الريبورتاجات التي قمت بها والشخصيات التي اخترتها كانت تلقائية والتقيتها صدفة، إما في الشارع أو في المقاهي وفي الأرياف التونسية، وكل متابع لها يلاحظ شفافية التدخلات وصدقية الكلام، وأتحدى أي كان يقول عكس ذلك، الاجماع حول شخصية سيادة الرئيس وليد ما تحقق للشعب التونسي.. هذا الاجماع في الريبورتاجات التي قمت بها ستبرز في صناديق الاقتراع. ما قمت به من عمل هو في الحقيقة من مشمولات مؤسسات اعلامية سمعية بصرية لها إمكانات أكثر منك؟ هذا صحيح، لكن علينا أن نعلم أن عدد المشتركين في الانترنات تجاوز 400 ألف مشترك، أي أن 400 ألف عائلة تونسية تستعمل الأنترنات، هذا يعني أن عائلة تونسية على خمس عائلات لها اشتراك (ADSL) ؟ أليست هذه حرية التعبير؟ زد على ذلك التشجيع الذي تقدمه الدولة لاقتناء الحاسوب العائلي، أليس تشجيعا على الدخول الى عالم المعلومات وانفتاحا على العالم؟! هذا الكم الهائل من مستعملي الأنترنات هو الذي دفعني على اختيار هذه الوسيلة للمساهمة في دعم ترشح سيادة الرئيس للانتخابات، إنها حملة على طريقة أوباما. هل تلقيت دعما لإنجاز هذا العمل؟ الاعتراف بالجميل، وإبراز انجازات بلادي لا يستحق الدعم، في مثل هذه الحالات علينا أن لا نسأل ماذا أعطتنا تونس ولكن علينا أن نسأل ماذا أعطيناها؟ لنعود الى قناة «قرطاج تي. في» ماذا يمكن أن نعرف عنها؟ بعد أن رفضت مشاريعي التي تقدمت بها الى وزارة الثقافة، من أفلام طويلة وقصيرة، قررت أن أخوض تجربة جديدة وأن أخلق عالمي الخاص، فوجدت أن عالم الانترنات يستهويني وله قاعدة جماهيرية كبيرة، وهو الحاضر والمستقبل، فقرّرت بعث قناة خاصة على الأنترنات وذلك بعد نجاح تجربة الاذاعات وتطور المشهد الاعلامي التونسي، هذا الى جانب المناخ السياسي الجيد الذي يسود تونس، والذي يشجع ويدعم المنظومة الرقمية، لقد درست المشروع من كل جوانبه وأقدمت على هذه الخطوة بعد أن اقتنيت كل التجهيزات الضرورية وكوّنت فريقا من الشباب من أصحاب الكفاءة العالية في هذا المجال.. وماذا عن مضامين هذه القناة؟ هي قناة ثقافية ترفيهية، تجمع بين الوثائقيات والسيتكوم والبرامج الترفيهية، ولأننا نتوجه الى جمهور من المشاهدين الشبان، فإن إيقاع القناة سيكون سريعا، ولا تتجاوز مدة البرنامج 8 دقائق على أقصى تقدير.. وما هي توقعاتك لهذه القناة، هل ستكون قادرة على استقطاب جمهور الانترنات؟ أنا على قناعة تامة بأننا سنستقطب هذا الجمهور، المشروع مدروس في أدق تفاصيله، والتصوّر الذي وضعناه في تناغم وانسجام تام مع هذه الشريحة التي نستهدفها. متى سينطلق البث الرسمي؟ بعد الانتخابات مباشرة إن شاء اللّه.