قد تكون ولاية سوسة النموذج الأبرز بين الجهات التونسية لتكريس التنمية الشاملة، ولتجسيم المشروع المجتمعي للتغيير، القائم على التوازن الجهوي، وأساسا على جعل الجهة قطبا تنمويا بارزا. فسوسة كانت دائما جهة ذات ثقل اقتصادي قام اساسا على السياحة والخدمات، وجاء التحول ليعمق هذا الاتجاه، وليجعل الجهة قطبا تنمويا شموليا تلتقي فيه السياحة بالصناعة والفلاحة وغيرها من الأنشطة الخدماتية المختلفة. واضحت سوسة او جوهرة الساحل وجهة محبّذة للتونسيين والأجانب تتطور فيها افضل مستلزمات الرفاه والترفيه والاستجمام. ولا شك ان القرارات التي انعم بها الرئيس امس على اهالي المنطقة ستدفع بنسق التنمية وتطور ظروف العيش بها وتقلل من حجم البطالة بها، رغم ان مستواها لا يبعث على الانشغال. فالولاية مقبلة على انجاز مشاريع عملاقة ستغير وجهها وتثقل وزنها الاقتصادي واسهامها في خلق الثروة الوطنية ودفع التشغيل ومنها مطار زين العابدين بن علي الذي سيدخل حيز الاستغلال بعد أيام ليكون الأفضل من نوعه في المنطقة والذي سيقدم دفعا للقطاع السياحي والصناعي ودعما للتشغيل، وكذلك ميناء المياه العميقة بالنفيضة والمنطقة الصناعية الضخمة بها. هذان المشروعان والمشروع السياحي بهرقلة يجعل سوسة من اكبر الجهات التونسية المستقطبة للاستثمار الخارجي خلال السنوات الأخيرة وهو جهد سيستمر ويتواصل بفضل الاستراتيجية المستقبلية التي وضعها الرئيس بن علي. قرارات بن علي للمنطقة امس جاءت لتدعم موقعها كقطب جامعي متميز باحداث معهد عال متخصص جديد وبناء مقرات لمؤسسات جامعية لتعزيز قدرتها على استقبال الطلبة وتوفير أفضل مقومات التحصيل العلمي وانجاح خيار الاستثمار في المعرفة وتكوين العقول. ولا شك ان الاعلان عن احداث مدينة التكنولوجيا ومركز المواد التكنولوجية سيحدثان نقلة نوعية للنسيج الاقتصادي بالجهة ببعث وحدات صناعية وخدماتية في اختصاصات واعدة وذات قيمة مضافة وقادرة على خلق مواطن شغل لأصحاب المهارات والشهائد العليا. شمولية القرارات الموجهة الى جهة سوسة تجسّمت من خلال الاعلان عن انجازات في القطاع الفلاحي برّا وبحرا من خلال إحداث مناطق سقوية وتأهيل بعض المواني ودعم شبكة الطرقات وتطويرها لتيسير وصول المنتوج الى الأسواق الوطنية والخارجية ولأن المشروع المجتمعي لبن علي يقوم على رفاه المواطن هدف التنمية ومحرّكها فإن قرارات الأمس تضمنت انجاز مشاريع ثقافية مهمة مثل مسرح الهواء الطلق ومركز الفنون الركحية والدرامية وتأهيل بعض المكتبات العمومية إضافة الى تحسين امكانيات الفرجة على الأحداث الرياضية وأساسا كرة القدم بمضاعفة طاقة استيعاب الملعب الأولمبي بسوسة. إن حجم المنجز بسوسة خلال العشريتين الأخيرتين وثراء وتنوّع قرارات الأمس التي استهدفت الأهالي وأصحاب المؤسسات ورجال الثقافة والرياضيين ستجعلهم في طليعة الساعين الى ردّ الجميل والمساهمين في رفع التحديات مع رجل الإصلاح والإنجاز.