منذ زمن طويل وتحديدا منذ سنوات دراستي بالجامعة لم أستمع الى برنامج اذاعي يثقفني ويثير في أحاسيس مرهفة وجميلة بهذا الشكل الى ان أصبح مذياعي يلتقط موجات اذاعة المنستير. يومها اكتشفت أمرا مهما: كم ضاع من عمري في غياب اذاعة المنستير عن بيتي وكم أضعت من اللحظات الممتعة في غياب برامجها وتحديدا برنامج «نوارس المساء» للمذيعة والكاتبة الأنيقة في لغتها المنفتحة على أشكال مختلفة من الثقافة الجميلة في روحها عليا رحيم. عرفت هذه المذيعة القديرة عن طريق الاستماع الى بعض برامجها وخاصة برنامج «نوارس المساء» الذي غاب لفترة وترك بداخل الكثير من المستمعين فراغا كبيرا. كانت فرحتي غامرة حين استمعتُ مؤخرا الى عودة علياء رحيم وكل أسرة برنامجها الحافل بالأغاني الجميلة وبالأخبار الثقافية المهمة والمفيدة التي صيغت بأسلوب طريف وبالأغاني الجميلة لفيروز وأم كلثوم وشهرزاد وأصوات أخرى أصبحنا نفتقدها في الكثير من البرامج الاذاعية وبذوق رفيع مع ربط جميل وتنسيق جيّد بين الفقرات، ينساب صوتك يا علياء مع زحف الخريف بذكرياته ونزول أمطاره الناعمة على شرفات بيوتنا صحبة أغنيات نحبّها ونشتاق اليها ونحن الى سماعها بين مساء وآخر وبين خبر ثقافي من هنا وآخر من هناك نطلّ على المشهد الثقافي بعمق ونقول لإذاعة المنستير وكل معدّي ومنشطي البرامج الثقافية فيها. شكرا على ذوقكم الرفيع وشكرا لأنكم أيقظتم فينا مشاعر وذكريات جميلة كم نحن في حاجة اليها وكم أصبحنا نفتقدها.