استهجن التيار الصدري تصريحات قائد القوات الامريكية في العراق حول احتمال التراجع عن قرار الانسحاب المبكر من البلاد نهاية الصيف المقبل، معتبرا أن ذلك «يثبت زيف تعهدات والتزامات إدارة الرئيس الامريكي» بالخروج من العراق، فيما أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية أن الانسحاب يمكن تأخيره إذا تواصل الخلاف الانتخابي بين العراقيين. وقالت القيادية في التيار الصدري لقاء آل ياسين في تصريح لوكالة «آكي» الاخبارية الايطالية، أمس «نحن كنا ولانزال غير واثقين بأية وعود يطلقها قادة الاحتلال. وعبرنا عن هذا الموقف عندما انتقلت الادارة الامريكية الى الجنوب الديمقراطي وتولى باراك أوباما الحكم، وعندما نصبت الحكومة العراقية والبرلمان للمصادقة على اتفاقية الانسحاب. قلنا مرارا وتكرارا إن الولاياتالمتحدة تريد من خلال هذه الاتفاقية شرعنة الاحتلال بما يحقق مصالحها ومشاريعها في المنطقة والاستيلاء على العراق». المالكي لا يريد الانسحاب؟ وفي هذا الاطار أكدت آل ياسين أن «تزامن هذه التصريحات (تصريحات قائد القوات الامريكية في العراق التي شككت في الانسحاب)، مع الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء نوري المالكي الى الولاياتالمتحدة ربما يؤشر على وجود طلب من الحكومة بعدم تسريع الانسحاب». واستدركت قائلة: «إلا إذا كان الحديث عن احتمالات تصعيد في أعمال العنف كما صرح بذلك قائد القوات الامريكية، فالخروقات الامنية موجودة في جميع الاحوال» وفق قولها. وأشارت القيادة الصدرية الى أن التيار الذي تنتمي اليه مازال يطالب بإجراء استفتاء شعبي «ليقول الشعب كلمته» حول الاتفاقية الأمنية. وكان الجنرال رايموند أوديرنو قد قال أمس الاول في تصريح صحفي إن «التفكير بعدم الانسحاب المبكر سببه ارتفاع معدلات العنف من جهة والصراعات الداخلية في البرلمان العراقي من جهة أخرى». لا انسحاب قبل الانتخابات؟! ومن جانبها حذرت مسؤولة كبيرة بوزارة الدفاع الامريكية من أن جدول الرئيس أوباما الزمني للتقليص من عدد القوات الامريكية في العراق قد يتغير إذا أجلت الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في جانفي المقبل. وأضافت ميشيل فلورني مساعدة وزير الدفاع الامريكي في مداخلة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب أنه في حال إرجاء الانتخابات العراقية «سيكون على الجيش الامريكي التنسيق مع الحكومة العراقية بشأن سبل ضمان سلامة الانتخابات»، وأوضحت فلورني إن «ما نريده هو الالتزام بالموعد المحدد» على حد تعبيرها. وأكدت المتحدثة أنه «تبقى هناك مصادر قلق» في إشارة الى الانتخابات والى التوترات بين العراق والاكراد في كركوك والى قدرات الحكومة العراقية الحالية على السيطرة على الامور في حال انسحاب قوات الاحتلال الامريكي. وفي الاطار ذاته كان نائب الاميرال جيمس وينفيلد أحد كبار المسؤولين في البنتاغون سعى الى تخفيف المخاوف المرتبطة بالانتخابات العراقية المقبلة حيث قال: «مع وجود عشرة ألوية لنا على الارض سيكون مع الجنرال أوديرنو ما يكفي من القوة لمواجهة أي طارئ» على حد تعبيره.