فتتح مساء السبت 10 جويلية الجاري مهرجان قرطاج الدولي في دورته الاربعين تحت اشراف الدكتور عبد الباقي الهرماسي وزير الثقافة والشباب والترفيه، بحضور جمهور متوسط العدد، لكنه من النوع «السميع». وكما جرت العادة في السنوات القليلة الماضية، اختارت هيئة المهرجان تكريم احد رموز الاغنية التونسية الفنان الراحل خميس ترنان الذي نحتفل هذا العام بالذكرى الاربعين لوفاته. العرض يحمل عنوان «أربعون» وذلك للربط بين الدورة الاربعين للمهرجان والذكرى الاربعين لوفاة الفنان خميس ترنان. تصوّر «أربعون» عرض غنائي جمع بين الجانب الموسيقي الغنائي والجانب المشهدي الفرجوي، وضع التصوّر العام لهذا العرض وأداره فنيا الدكتور مراد الصقلي، الاخراج الموسيقي بإمضاء الأسعد الزواري واشرف على التنفيذ الموسيقي الاستاذ عبد الرحمان العيادي. وشارك بالغناء كل من شبيلة راشد، وشكري عمر الحناشي ودرصاف الحمداني والفة بن رمضان وحسن الدهماني. اما الاخراج او التوظيف الركحي بصفة ادق فهو لإلياس بكار. وعلى عكس العروض التكريمية السابقة، اختارت الاطراف المشرفة على انجاز العمل ان يكون العرض بسيطا في ديكوره حيث ثم الاكتفاء بأربعة اعمدة كل واحد منها يحمل صورة واحدة للشيخ خميس ترنان، وأخرى لمعلقة العرض والعمود الرابع حمل «نوتة» لاحدى اغاني الفنان اما العمود الرابع فحمل صورة احد المعالم الأثرية. الموسيقى اضافة الى هذه الاعمدة نصبت شاشة عملاقة تم توظيفها على امتداد العرض لبث صور ثابتة للفنان المحتفى به واصدقائه وزملائه كما نصب في خلف الركح جسر معدني استعمل كركح يمر منه الفنانون وهو يرمز الى التواصل بين القديم والحديث.. الديكور كان جميلا، وتم توظيفه بشكل محكم على امتداد العرض وزادته الاضاءة جمالا وبهاء. المادة الموسيقية الغنائية وهي الركيزة الاساسية لهذا العرض كانت ثرية ثراء تجربة ورصيد الفنان الراحل خميس ترنان. «اربعون» اغنية قدمت خلال العرض، وجاءت في شكل باقات (8 باقات) قدمت اما فرديا او ثنائيا وفي بعض الحالات رباعيا، الى جانب اغنيتين بصوت الفنانة شبيلة راشد التي لم تفقد شيئا من طاقاتها الصوتية رغم تقدمها في السن. «أربعون» اغنية كانت كفيلة بابراز ثراء تجربة الفنان الراحل خميس ترنان ومدى اضافته للأغنية التونسية، وتفرّد اسلوبه الجامع بين اللهجة الموسيقية التونسية واللهجة الموسيقية الشرقية. والحقيقة ان القراءة الموسيقية الجديدة التي قام بها المشرفون على انجاز العمل اقامت الدليل على ان الفن الاصيل والصادق يبقى خالدا ولأن الترنان كان اصيلا وصادقا مع فنه فإن اعماله تبقى خالدة وتشد الانتباه وتشنف الأذان. «اربعون» عمل جميل جمع بين دقة التنفيذ للفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة الاستاذ عبد الرحمان العيادي، وكفاءة عالية في الأداء لكل من شكري عمر الحناشي ودرصاف الحمداني وألفة بن رمضان وحسن الدهماني، دون ان ننسى طبعا السيدة شبيلة راشد.