بحضور أعداد قليلة من الجمهور أحيت مجموعة من الفنانين التونسيين أول أمس سهرة فنية على ركح المسرح الأثري قرطاج بعنوان "وطن الحب". وشارك في هذه "اللمة" التونسية كل من عدنان الشواشي ونورالدين الباجي ودرصاف الحمداني وحسن الدهماني وشهرزاد هلال. وعلى إيقاعات الأغنية الوطنية، افتتحت شهر زاد الحفل برائعة الفنانة علية "بني وطني" لتغني إثرها بعض من إنتاجها الخاص على غرار أغنية "أين عقلي"، التي سبق وأن توجت بجائزة أفضل أداء في مهرجان الإسكندرية للأغنية العربية وأغنية "نحبك" وهي من كلماتها وألحانها. ولئن لم يتفاعل كثيرا الجمهور الحاضر مع الفقرات الأولى للحفل إلا أن أداء الفنان حسن الدهماني للإيقاعات الشرقية وبعض من أغانيه الخاصة ومنها "اش اسمك" خلقت الحماس في روادقرطاج وتفاعلوا مع المطرب التونسي الذي عرف بإتقانه أداء أعمال وديع الصافي وملحم بركات وغيرهم من كبار المطربين العرب ولعّل فقرة الفنانة درصاف الحمداني كانت الأكثر قربا من المشهد المعتاد للجمهور التونسي المفعم بحب الفن والرقص على إيقاعاته بعد أن رددت درصاف الحمداني أغاني من التراث التونسي على غرار "كحلة الأهداب" لشافية رشدي وجديدها الغنائي "نمشي في بلادي" من كلمات وألحان رمزي مبروك غير أنها تميزت أكثر في العمل الكلثومي "القلب يعشق كل جميل". الفنان نورالدين الباجي فضل أداء أغنية "النهر الخالد" في بداية فقرته ليردد إثرها إحدى أغاني وأشهر أعمال فنان الخضراء علي الرياحي "يا بوسعيد يا عالي" غير أن الإستياء كان باد على ملامح الفنان نورالدين الباجي من الغياب الجماهيري ليختتم عرض"وطن الحب" مع الفنان عدنان الشواشي الذي أمتع الحضور بأغانيه ومنها "عيبك" و"يا أم العيون السود" وجديده "ما دايما الحد" التي عبرت بصدق عن حال البلاد اليوم وقد تفاعل معها الحاضرون كثيرا. إستياء و ألم "الصباح" التقت اثر سهرة "وطن الحب" الفنانين عدنان الشواشي ودرصاف الحمداني وشهرزاد هلال، حيث استقبلونا بألم كبير واستياء من التهميش الذي يتعرض له الفنان التونسي على مستوى الدعاية لأعماله وقال عدنان الشواشي في هذا السياق أن هذه السهرة مبرمجة منذ البداية ولم تقع إضافتها ترضية لنا كما أنه تم تأجيلها من 25 جويلية إلى سهرة أول أمس 8 أوت الجاري وكنا ننتظر أن تدعمنا إدارة المهرجان ووزارة الثقافة أكثر مقارنة بالفنان الأجنبي. أمّا الفنانة درصاف الحمداني، فأشارت إلى دور الإذاعات الخاصة التي تشعرنا بأننا في لبنان ولسنا بتونس بما تبثه من أغاني وبالتالي حين يعتلي الفنان اللبناني مسارحنا يجد الجمهور في انتظاره فيما لا تحظى انتاجاتنا بهذا الدعم والتسويق وهي الحلقة المفقودة في العملية الإنتاجية في القطاع الموسيقي بالنسبة لدرصاف الحمداني. من جهتها اعتبرت الفنانة شهر زاد هلال أن هناك "ماكينة" فنية مجندة للفنان العربي ببلادنا مضيفة أن الجمهور التونسي يقبل على العروض المحلية والدليل حضوره لمواكبتها في سهرات أخرى غير أن ما حدث مع عرض "وطن الحب"أن أغلبية التونسيين لم يسمع بتنظيم مثل هذه السهرة بسبب الاشهار الضعيف للحفل كما أن الاعلام غاب عن تغطية السهرة. تجدر الإشارة في هذا السياق أن التغطية الإعلامية لسهرة "وطن الحب" لم تكن في مستوى السهرات الفنية الأخرى ممّا أثر على معنويات الفنانين الحاضرين والفرقة الموسيقية بقيادة الفنان محمد الأسود ومع ذلك تميزت السهرة بمستواها الفني الراقي رغم المشاكل الذي تعرفها عروض مهرجان قرطاج الدولي في دورته 48 على مستوى التجهيزات الصوتية.