ببادرة من نادي الابداع الأدبي احتضن المركب الثقافي محمد معروف بسوسة مؤخرا أمسية شعرية احتفاء بمائوية الشاعر المبدع على الدوام أبو القاسم الشابي. اتخذ الاحتفاء طقوسا خاصّة وذلك بتوظيف الفنّ التشكيلي بحضور الفنان الرسام محمد زواري. والذي استقى من أبيات بعض القصائد المقترحة من طرف أصحابها الحاضرين بالأمسية لوحة تشكيلية معبّرة تكون شاهدة على هذا الاحتفاء الخاص والذي زاده حضور هذا المبدع احتفالية وهيبة. إلى جانب بعض القراءات لمقتطفات من روائع الشابي أمنها جلال باباي ونفيسة التريكي فإن المشاركين من الشعراء أرادوا أن يكون حضورهم تفعيلا لهذا التكريم حيث جادت قريحتهم بعذب الكلام وجمال الصور وتناوب العديد من الشعراء لإلقاء أشعارهم كمنذر العيني، وفتحي ساسي وصفية التريكي والمنجي دوكالي فيما انغمس الفنان محمد الزواري في تجسيم ما وقعت عليه رهافة حسّه من جميل الصور الشعرية فكان التمازج في أبهى حلله بين صفاء الكلمة وعمق الفرشاة وصدق الألوان. أحضر الفنان محمد الزواري اللوحة جاهزة الخلفية وحرص في تلوينها على توظيف الألوان الحارة لصاحبها بقيمة ضوئية سوداء وفي لقاء ب«الشروق» أكد على أن مصدر هذا الايحاء هو بيت من قصيد «يا ابن أمي» يقول فيه الشابي: «إلى النور فالنور عذب جميل إلى النور فالنور ظل الإله»، معتبرا أن الألوان الحارة عنوان الحركة وتعبير على روح الشابي الثورية والهلال وبعض الألوان المشعة دليل على الفجر الجديد الذي ينادي به الشابي باعتباره يشكل في حدّ ذاته فجرا جديدا في الابداع، أما في المقياس الذي اعتمده في اختياره للأبيات الشعرية التي استمع إليها من طرف أصحابها وخطها على لوحته فأكد الزواري أنها اختيرت على أساس الإيقاع ولما تختزنه من معان سامية كالوطن، الحرية، المرأة، الشعوب وترتيبها كان حسب المساحة المخصّصة لكتابتها على اللوحة والتي ستشكّل في الأخير رمزا للسلام وهو الحمامة أما عن عنوان هذه اللوحة فأوضح أنه مبدئيا سيكون «التفاؤل» فيما تبقى الكلمة الأخيرة للشعراء الذين كتبت بعض أبياتهم على هذه اللوحة.