تستعد اللجنة الوطنية لمائوية المسرح التونسي التي يرأسها الدكتور محمد المديوني الى تنظيم مجموعة من المحطات الجديدة في برنامج مائوية المسرح التونسي التي أذن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بتنظيمها احتفاء بالمسرح وتكريما لصانعيه. الشروق التقت الدكتور محمد المديوني في هذا الحوار. ما هو التوجه الأساسي لمائوية المسرح التونسي ؟ مائوية المسرح التونسي التي اقرها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ليست حدثا عابرا بل تأسيس لتقاليد مسرحية تضيف وتستلهم من المنجز المسرحي التونسي ومكتسباته وقد سعت اللجنة التي أوكلت لها الوزارة اعداد هذا البرنامج الى تنظيم مجموعة من الفعاليات الاساسية التي بدأت ب «ليلة المسرح التونسي «يوم 26 ماي الماضي وستكون الدورة الثانية يوم 26 ماي 2010 يعني ان هذا الموعد الذي يذكرنا بصعود اول مجموعة من الممثلين التونسيين على ركح المسرح البلدي سيكون مناسبة احتفالية كل عام بالمسرح وصانعيه. ما هي التظاهرة الجديدة التي يتضمّنها البرنامج ؟ في الحقيقة هناك مجموعة من المحطات ابرزها ندوة دولية بعنوان «على ابواب المائوية الثانية للمسرح التونسي اي مستقبل المسرح في العالم جمالية الهجانة» والمقصود بالهجانة هو تعدد محامل المسرح اليوم مثل الفيديو والرقص المسرحي والسيرك الفني والمسرح الرقمي وغير ذلك من التقنيات الجديدة في المسرح وسيشارك في هذه الندوة التي ستكون يومي 16 و 17 نوفمبر مجموعة من الباحثين في المسرح وفنون وتقنيات الفرجة من تونس والعالم العربي والعالم الى جانب مخابر بحث في الجامعة التونسية وسننظم ايضا معرضا لتاريخ المسرح التونسي اشرف على اعداد الصديق الاستاذ بلعربي ويضم مجموعة من الوثائق النادرة عن المسرح التونسي وسيكون الافتتاح يوم 9 نوفمبر القادم والمعرض الثاني سيكون في اول ديسمبر في المكتبة الوطنية وهو استعراض لتاريخ المسرح التونسي من خلال كنوز المكتبة الوطنية كما سننظم ندوة في الاسبوع الثالث من ديسمبر القادم حول «الترجمة والتأدية في المسرح التونسي». نشر النصوص المسرحية مسألة مهمة هل فكرتم في نشر نصوص معيّنة؟ نعم لدينا برنامج خاص بالنشر من ابرز فقراته نشر الاعمال الكاملة لحسن الزمرلي والأعمال الكاملة لسمير العيادي والاعمال الكاملة لتوفيق عاشور وعز الدين القرواشي و الأعمال الكاملة لمصطفى الفارسي والتيجاني زليلة والأعمال الكاملة للمسرح الجديد إلى جانب إعادة نشر كتاب محمد السقانجي وعزالدين المدني «روّاد التأليف المسرحي في تونس». وستكون هذه الإصدارات ضمن سلسلة بعنوان «من الرصيد المسرحي التونسي». والنصوص الجديدة هل فكرتم في نشرها؟ من المستحيل أن تقوم الوزارة ولا مؤسساتها بكل شيء لوحدها لذلك دعونا مثلا نقابة المهن الدرامية لإنجاز مشروع بالتعاون مع الوزارة مثل نشر مائة نص مسرحي ونحن ننتظر مبادرات اتحاد الممثلين المحترفين وجامعة مسرح الهواة والجمعيات والشركات المسرحية فالمطلوب هو التعاون من أجل الإحياء والمحافظة على الذاكرة المسرحية التونسية. هناك معالم مسرحية تونسية اندثرت هل فكرتم في تحديدها أولا؟ نعم بدأنا في حصر هذه المعالم وجمع أكثر ما يمكن من الصور والوثائق عنها (قصاصات صحف معلقات..) وسنثبت في كل معلم يافطة فيها كل المعطيات الأساسية عن هذه الفضاءات منذ العهد الروماني إلى الآن وستكون اليافطات بثلاث لغات حتى نحسّس المواطن العادي بإرثه المسرحي العريق ففي شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة فقط والأنهج المحيطة به كان هناك حوالي العشرين فضاء مسرحي وسنصدر كتابا فنيا يضمّ الصور والجذاذات التعريفية بهذه المعالم. التكريم أسال الكثير من الحبر ما هي رؤيتكم للتكريم؟ لا يمكن أن نكرّم كل من ساهموا بجدية في التجربة المسرحية التونسية في دورة واحدة من «ليلة المسرح التونسي» لذلك اخترنا تكريم التجارب التي استمرت وتواصلت وستكرّم الدورة الثانية بلا شك بعض المسرحيين حتى تكون تقليدا سنويا في الاحتفاء برموز المسرح التونسي علما أن ليلة المسرح التونسي سيكون لها قانون أساسي ينظمها حتى لا تكون احتفالية عابرة.