افتتح صباح أمس الاثنين السيد عبد الرؤوف الباسطي الندوة الدولية التي تعقدها الهيئة الوطنية لاحتفالية مائوية المسرح التونسي في اطار الدورة الرابعة عشرة لأيام قرطاج المسرحية بعنوان «على أبواب المائوية الثانية للمسرح التونسي اي مستقبل للمسرح في العالم». السيد عبد الرؤوف الباسطي ألقى كلمة يمكن اعتبارها ورقة عمل وأرضية نظرية لهذه الندوة الدولية وأكد في بداية كلمته ان قرار سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في اليوم الوطني للثقافة لسنة 2008 بتخصيص سنة 2009 للاحتفال بمرور مائة سنة على صعود أول مجموعة من الممثلين التونسيين على ركح روسيني في العاصمة هو تقدير من سيادته لدور المسرحيين في تحديث المجتمع التونسي وهو الدور الذي مازال المسرحيون يلعبونه باقتدار. وأكد الوزير ان عناية الدولة بهذا القطاع ودعمه ماليا وسنّ التشريعات الضرورية لحماية المهنة كان نتيجة نضال أجيال من المسرحيين الهواة منذ سنة 1909 وقد أثبتت التجربة المسرحية من خلال تعدد مساراتها العلاقة الوثيقة بين المسرحي التونسي وتراثه من ناحية وبالعالم من جهة أخرى بانخراطه الواعي في الحداثة والمدنية. الوزير ذكّر بدور المسرح المدرسي والجامعي والهواة والفرق الجهوية وصولا الى تأسيس المسرح الوطني ومراكز الفنون الدرامية فكل هذه المحطات هي دلالة على عراقة التجربة المسرحية التونسية التي تتغذى من الروح التونسية النيّرة والمؤمنة بالاختلاف وبالحوار لأن المسرح في جوهره حيز للتعبير على حد عبارة السيد الوزير. برنامج الندوة يتضمن سبع جلسات علمية يشارك فيها عدد كبير من الباحثين من تونس والمغرب وفلسطين ومصر والكويت والاردن وفرنسا وبريطانيا وقد أعدّها الدكتور محمد المديوني رئيس الهيئة الوطنية لمائوية المسرح التونسي وستصدر أعمالها في كتاب قبل موفى السنة ليكون وثيقة أساسية على ذمّة الباحثين. الندوة التي ستختتم ظهر اليوم الثلاثاء تعتبر حدثا ثقافيا وفكريا بارزا لاستجابتها لانشغالات المسرحيين من جهة ولأهمية الاسماء المشاركة فيها من جهة أخرى.