أثارت التجربة التي قامت بها القوات المسلحة الروسية على الصاروخ «آس. آس. 27» أو «الشيطان» كما يسميه الغرب، الرعب في الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو ما دفعها لاستنكار إقدام موسكو على هذه التجربة التي اعتبرتها انتهاكا لاتفاق تقليص ترسانة الاسلحة الهجومية الاستراتيجية بين البلدين وهو ما ينبئ بتأزم العلاقات بينها في المستقبل. وفي أول ردود الافعال الامريكية على التجربة أعلن السيناتور جون كايل ان روسيا انتهكت اتفاقية «ستارت 1» التي تلزم الطرفين بتقليص ترسانتيهما من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية في الفترة الاخيرة. «لماذا يجربه الروس؟» وقال السيناتور كايل ان اتفاقية «ستارت 1» «حظرت ادخال هذا الصاروخ بالذات الخدمة... فلماذا يجربه الروس؟». من جانبها عبرت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها بشأن عدم التزام الولاياتالمتحدة ببعض بنود هذه الاتفاقية اذا امتنعت مثلا عن تدمير الرؤوس النووية المنزوعة من الصواريخ والمطلوب التخلص منها. وقالت الوزارة ان واشنطن تواصل العمل على تصنيع ما يسميه الامريكيون ب«الصاروخ الهدف» و«الذي قد يكون في الحقيقة أحد مكونات الصاروخ الامريكي البعيد المدى MX». وبدورها اعتبرت صحيفة «أزفستيا» ان ما أعلنه السيناتور الامريكي يدل على أن معارضي الاتفاق مع روسيا في الولاياتالمتحدة «عقدوا العزم على منع الادارة الامريكية من توقيع اتفاقية جديدة تلزم واشنطنوروسيا بمواصلة تخفيض ترسانتيهما من الاسلحة النووية ووسائل نقلها بعد ان تنتهي اتفاقية (ستارت 1) في 5 ديسمبر. وبدوره قال الجنرال فيكتور يسين وهو رئيس سابق لهيئة أركان قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية ان ما قاله كايل «تجن على حقيقة ان الاتفاقية (ستارت 1) لا تحظر اختراع تقنيات جديدة من هذا النوع». وأضاف الجنرال انه بالرغم من ذلك لدى الولاياتالمتحدة امكانية كبيرة متوفرة لامضاء اتفاق آخر. الشيطان؟ وأجرت القوات المسلحة الروسية مؤخرا اختبارا لصاروخ «الشيطان» كما يسميه الغرب او «رس. 24» وفق التسمية الروسية وهو صاروخ قتالي ورثته روسيا عن الاتحاد السوفياتي السابق. ويزن الصاروخ 210 أطنان ويبلغ طوله 30 مترا كما انه يحمل 10 رؤوس مدمرة تعادل قدرة الواحد منها 1200 ضعف القدرة التدميرية للقنبلة الذرية التي ألقتها الطائرات الامريكية على هيروشيما اليابانية في عام 1945. وقد أثبتت الاختبارات نجاعة هذا الصاروخ وربما ذلك ما دعا بوتين الى الامر بإبقائه في الخدمة لمدة15 سنة أخرى. وقد أجرت روسيا التجربة الاولى على هذا الصاروخ في ماي 2007، وجه مؤخرا بتقنية تمكنه من اختراق اي شبكة مخصصة لكشف الصواريخ ومن المقرر ان تبدأ القوات الروسية في استلام هذه الصواريخ في ديسمبر المقبل.