أكد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في حوار صحفي شامل أن تعاون ايران ومصر يمكن أن يُلحق الهزيمة بإسرائيل ويفتح صفحة جديدة للمنطقة عنوانها الاستقرار. وقال إنه ليس لدى طهران أية مشاكل مع دول الخليج وإن مقولة «الخطر الايراني» ليست سوى دسيسة يروّجها الغرب. الرئيس الايراني كان يتحدث في حوار مع الصحفي المصري فهمي هويدي نشرته أمس عدة صحف عربية. وقال نجاد إن «أشياء كثيرة يمكن أن تتحقق للعرب والمسلمين إذا تعاونت في ذلك مصر وإيران، وبوجه خاص فإن التوافق بين البلدين من شأنه أن يلحق الهزيمة باسرائيل بما يضع المنطقة كلها على أبواب عصر جديد يسوده الاستقرار وتتحقق في ظله أحلام التقدم». وأضاف نجاد مخاطبا هويدي: «هذا الكلام أقوله من قلبي وأرجو أن تنقله على لساني». ضغوط غربية وأكد نجاد أن «الضغوط الغربية التي حرصت على إثارة الفتن بين إيران وجيرانها في الخليج مورست أثناء الانتخابات الرئاسية الاخيرة لكي تنتقل الفتنة الى الداخل، واستخدمت في ذلك أساليب أعلن عن بعضها وسيكشف عن البعض الآخر في وقت لاحق». وأضاف أنه رغم الضجيج الكبير الذي حدث في تلك الفترة فإنه يشعر الآن بأنه أصبح أقوى من ذي قبل وأن ما قيل عن أن الثورة الايرانية خرجت من تلك الانتخابات وقد انشقت صفوفها هو كلام غير دقيق. وردا على سؤال عن أن دول الخليج تستشعر خوفا وقلقا من أنشطة ايران العسكرية وبرنامجها النووي قال نجاد إن «أعداءنا في الغرب حريصون على التباعد والوقيعة بيننا، وبعض المسؤولين الذين يزوروننا من دول الخليج ينقلون إلينا هذا الكلام، ونحن أيدينا ممدودة لدول الخليج ونتبادل الزيارات ولدى البعض الآخر دعوات لزيارتنا، فقد زرت السعودية وقطر 4 مرات وزارنا حاكم دبي وسلطان عُمان وهؤلاء يعرفون جيدا أن مقولة «الخطر» لا أصل لها وأنها دسيسة غربية». وعن رأيه في تهديدات رئيس وزراء فرنسا، الذي لوّح مؤخرا بتشديد العقوبات على إيران اعتبر نجاد أن «الحكومة الفرنسية تتخبط ولا تدري ماذا تريد أن تفعل ولغة التهديدات هذه عفى عليها الزمن ولم تعد تجدي، ونحن ملاحقون بالقطيعة تارة وبالتهديدات تارة أخرى منذ 30 عاما وفي ظل هذه الضغوط كبرت ايران وأصبحت قوة إقليمية يقرأ الجميع لها حسابا». جدل نووي وبشأن اللغط الدائر حول تخصيب إيران لليورانيوم والمحادثات التي تجري من أجل شرائه مخصّبا من الخارج قال الرئيس الايراني إن لليورانيوم أنواعا ودرجات، وتقنيات التخصيب متوفرة لدى العلماء الايرانيين، وفي الوقت الراهن أصبح بمقدورنا التخصيب بنسبة 3،5٪. وأشاد الرئيس الايراني من جهة أخرى بالدعم الذي قدمه ضيفه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لموقف إيران في الازمة الناجمة عن برنامجها النووي». وقال نجاد خلال اجتماعه بأردوغان أمس في طهران، إنه يقدّر موقف أردوغان المتعلق بالبرنامج النووي وبإسرائيل . وأضاف نجاد: «بالتأكيد لن يتم تسوية المشاكل في غياب العدالة، عندما يملك نظام غير شرعي (اسرائيل) أسلحة نووية لا يمكن لأحد منع دولة أخرى من حيازة الطاقة النووية لأغراض سلمية».