وكأن كرتنا في حاجة الى مزيد من القضايا وما من شأنه أن يعكّر صفوها، ها هي قضية نبيل معلول تطفو على السطح لتطرح جملة من الاسئلة حول واقع كرتنا وسلبياته. ما حدث في البداية أن مدرب المنتخب الوطني نبيل معلول تلقى عرضا جديا من النادي الافريقي وحصل اتفاق بينه وبين رئيس هذا النادي، لكن في ما كان الاعتقاد سائدا بأن الصفقة حاصلة، حصل ما لم يكن في الحسبان والسبب رفض رئيس الجامعة لذلك الذي علّل تمسكه به بالعقد المعنوي الذي يربط بين الطرفين حيث سبق لهذا المدرب أن وعده بمواصلة المشوار بعد كأس افريقيا كما أن رئيس الجامعة خشي أن يحدث شرخ في جدار المنتخب في صورة حصول القطيعة بين الطرفين. والمحافظة على نفس التركيبة الفنية التي ساهمت في احراز منتخبنا على أول لقب افريقي في تاريخه والذين تابعوا تطورات هذا الموضوع لا بد أنهم لاحظوا الرغبة الجامحة التي أبداها نبيل معلول لتدريب فريق باب الجديد وذلك لسببين على الأقل: أولا : سعيه لكي يبرهن لمن لم يعترفوا بعد بإمكاناته وقدراته على أنه مدرب له مكانته وهؤلاء يستندون في كلامهم على تجربته القصيرة مع أولمبيك الكاف حيث يرون أن تجربته كانت فاشلة وبالتالي فإن تدريب الافريقي تعتبر بالنسبة له فرصة لا تعاد لإلجام هذه الأصوات. ثانيا : المؤكد أن معلول تفطن الى أن الأجواء في المنتخب لم تعد مثل التي كانت سائدة خلال الفترة التي أحرز فيها زملاء خالد بدرة على كأس افريقيا ولعل ذلك يتجلّى في غياب دوس سانطوس عن المقابلات الأخيرة كما أنه حرص على الانسحاب من الباب الكبير وهو الذي يدرك جيدا أنه من السهل بلوغ القمة ولكن من الصعب المحافظة عليها ذلك أنه يعرف جيدا أن منتخبنا قدم أقصى ما يمكن أن يقدمه من مردود أثناء كأس افريقيا ناسجا بذلك على منوال المدرب عبد المجيد الشتالي بعد ملحمة الأرجنتين سنة 1978 والحالة تلك، نعتقد أنه من الأوجه أن يخلي رئيس الجامعة سبيل «ابنه المدلل» اذ لا فائدة ترجى ممّن لا يرغب في البقاء ويطمح الى ما هو أفضل كما أنه من صالح رئيس الجامعة أن يفعل ذلك درءا لكل التأويلات التي قد تنجرّ عن تمسكه بهذا المدرب.