أشتهي أن أعود... الى حزنه... موطني... والى قسوة البرد في حضنه... والى قيده الاخضر... كلّما بادلتني الدروب الضجر وأعود... فيمنحني دمعه.. ورغيب... سفر... وأعود... فيركد ليله في داخلي... وتنام السنون على رغبتي... في ارتداء الخطى... ينفض اللوز أوراقه... وتخط الفراخ على عشبة الذاكرة... وأحطّ على الغيمة العابرة... أقتفي موطنا آخر... ويرى اخوتي طلعتي... وسط فوضى الشجر... فيسيلون فوق الطريق... وتسألني في المساء... عن الناس أمّي... وعن رغبتي... وتدسّ يدا متعبه... في يدي... ثم تهمس: «مازلت أنحف من عوسج» وهناك أبي... مثل كل المساءات... ينتظر... زائرا... لا يجيء... ويقتلع الابتسام... ويرعى القمر... وأعود الى غربتي... أحتسي قهوة باردة... وضجيج صور... يقضم العمر أعماره... داخل الغرفة الواجمة... كل يوم...أحد... وأحنّ الى حزنه... وأخاف اغتراب المكان... وركض العمر... وأعود... فيمنحني دمعة... ورغيف... س... ف... ر.