نفذت حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في شهر جويلية الماضي، «عملية تهريب» جديدة لليمنيين اليهود شملت نقل نحو 60 شخصا للعيش في نيويورك فيما تعد وزارة الخارجية الأمريكية لنقل مائة آخرين. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أمس في معرض كشفها للعملية ان عدد اليهود في اليمن كان يقارب ال350 قبل تنفيذ «العملية السرية»، مشيرة إلى ان بعض الباقين هناك قد يتوجهون إلى إسرائيل والبعض الآخر سييبقى، وغالبيتهم في مكان يلقى حراسة حكومية. واعتبرت الصحيفة ان عملية تهريب اليهود اليمنيين سراً هي مؤشر على زيادة قلق أمريكا بشأن تلك المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، كان عدد اليهود 350 شخصا بقي منهم حتى الآن ما بين 200 300 يهودي فقط. فيما يبلغ عدد اليمنيين اليهود الذين يعيشون حاليا في نيويورك نحو ألفي شخص. وأشارت إلى ان هذه العملية السرية تأتي بعد سنة من تصاعد المضايقات، وتم تنظيمها مع جماعات إغاثة يهودية في الوقت الذي كانت واشنطن تدق ناقوس الخطر حيال الوضع الأمني في اليمن. وكشفت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان قد أوفد في جويلية الماضي قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال ديفيد بترايوس لتشجيع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على انتهاج أسلوب أكثر تشددا وهجومية ضد اليمنيين الذين يشتبه بعلاقتهم مع القاعدة كما بعث أوباما في شهر سبتمبر الماضي رسالة إلى الرئيس اليمني يؤكد فيها على حيوية أمن اليمن لمصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة. ورأت الصحيفة ان وزارة الخارجية الأمريكية جازفت بعض الشيء بسعيها إلى جلب اليمنيين إلى الولاياتالمتحدة لأنها قد تتعرض للانتقادات، فتتهم بتفضيل فئة على أخرى في وقت يبحث فيه اللاجئون في أماكن أخرى عن ملاذ لهم. لكنها رجحت ان حكومة أوباما فكرت في ان العملية ستخدم أهدافاً إنسانية وجيوسياسية، إلا أنها كانت تسعى لتفادي إحراج أحد حلفائها العرب دولياً. ونقلت الصحيفة عن رئيس الاتحاد الأمريكي لليهود اليمنيين ياعير يعيش قوله انه أمطر بوابل من النداءات اليائسة من الجالية اليمنية (في نيويورك) التي تشدد على ضرورة القيام بشيء ما لإخراج عائلاتنا من هناك. وقد حث السفير الأمريكي لدى اليمن الوزراء اليمنيين على تسهيل مغادرة اليمنيين اليهود، وبعد تردد في البداية، فضلت الحكومة منح اليهود ملاذاً آمناً في العاصمة اليمنية، ثم سمح المعنيون بإصدار تصاريح خروج وجوازات سفر لهم. وقالت المتحدثة باسم مكتب اللاجئين والهجرة والسكان في وزارة الخارجية الأمريكية «كان هذا رأي السفارة ووافقت الوزارة، فنظراً لوضعهم الهش وجدنا انه لا بد من بحث مسألة اعادة توطينهم». ولم تكن عملية النقل التي تمت في شهر جويلية الماضي بعلم الحكومة اليمنية هي الأولى من نوعها، بل إن نقل وتهريب اليمنيين اليهود إلى فلسطينالمحتلة لم تتوقف طوال الفترة التي أعقبت عملية البساط السحري في عامي 1949، 1950 التي تم بموجبها نقل نحو 50 ألف يمني يهودي إلى فلسطينالمحتلة بكلفة 245 مليون دولار، وخلفت وراءها أكثر من ألفي يهودي يمني في اليمن بعضهم غادر قبل نشوب الثورة اليمنية في عام 1962 وقيام الجمهورية بعد الإطاحة بحكم عائلة حميد الدين.