كشفت صحيفة «لوس انجوليس تايمز» الأمريكية أمس عن احدى فصول مأساة سجن «غوانتانامو» والمتمثلة في اذاقة طفل أفغاني ألوان العذاب والتنكيل طيلة سبع سنوات بعد ان قبض عليه وهو في طريقه لاقتناء الشاي في العاصمة الأفغانية كابول. وأفادت الصحيفة أن محمّد جواد ألقي القبض عليه سنة 2002 بعد أن أجبر على التوقيع على ورقة اقرار بالضلوع في قتل جنديين أمريكيين. ويسرد جواد الحادثة قائلا : «كنت في الثانية عشرة من العمر عندما كنت عازما على الذهاب الى السوق لشراء الشاي اذ بقوات الشرطة الافغانية تلقي القبض عليّ وتطرحني أرضا قبل ان تنهال عليّ بالضرب. ويضيف أصغر معتقل في «غوانتانامو» أن عناصر الشرطة المحلية هددته بقتل كافة افراد عائلته اذا لم يبصم على نص اتهام أمريكي بالوقوف وراء قتل جنديين أمريكيين. وتابع المتحدث أن بعد اقراره الاجباري بالتهمة الملفقة له احتجز في قاعدة «باغرام» الجوية في كابول ثم نقل الى السجن العسكري في «غوانتانامو» في أوائل فيفري 2003. مرحلة العذاب وفي سياق تطرقه الى ظروف اعتقاله في خليج «غوانتانامو» أكد محمد جواد أن صنوف التعذيب الوحشي التي تعرّض لها كادت أن تصيبه بالجنون». وأبرز ان السّجانين عمدوا الى تكبيل يديه خلف ظهره واجباره على تناول الطعام مثل الكلاب وركله وضربه ورشه بالفلفل. كما اشار الى ان درجة التنكيل بالمعتقلين بلغت حد تعريضهم الى أشد درجات الحرارة القادرة على اذابة الجسد البشري والضجيج المرتفع الذي يصم الآذان ويخترق طبلة الأذن بل ويخرمها. ولخًّص جواد فترة اعتقاله التي دامت 7 سنوات كاملة بأنها فترة لشل التفكير من جهة ودفع نحو الجنون من جهة ثانية، معتبرا أن ايمانه بالله عز وجل وتلاوته المتكررة للقراَن الكريم حالت دونه ودون الجنون نافيا بذلك بعض التقارير الاخبارية التي تحدثت عن سعيه للانتحار. رسالة الى أوباما وفي اطار الحديث عن الادارة الأمريكيةالجديدة شدد السجين الأفغاني السابق على أهمية اغلاق المعتقل داعيا أوباما الى اغاثة السجناء هناك. وأوضح ان على الرئيس أوباما والأمم المتحدة اطلاق سراح المسجونين الأبرياء في غوانتانامو. تجدر الاشارة الى أن القاضية الأمريكية ايلين هوفيل قررت في أوت الماضي الافراج عن محمد جواد بعد ان تأكدت من براءته من التهم المنسوبة اليه.