في إطار الاحتفالات بالذكرى الثانية والعشرين للتحول المبارك، أشرف السيد عبد الوهاب عبد ا&، عضو الديوان السياسي ووزير الشؤون الخارجية أمس بمقر لجنة التنسيق ببنزرت على ندوة فكرية حول موضوع: «تطلعات تونس الاقليمية والدولية في ضوء المحور 24 من برنامج سيادة الرئيس الانتخابي 2009 2014». وأبرز عضو الديوان السياسي في مداخلته الطابع المميز الذي تكتسيه احتفالات هذه السنة بذكرى التحول المبارك نظرا لتزامنها مع فرحة تونس وشعبها بالفوز الباهر الذي حققه الرئيس زين العابدين بن علي وقائمات التجمع في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت يوم 25 أكتوبر الماضي. وبيّن الوزير بهذه المناسبة ان سيادة الرئيس عمل منذ السنوات الاولى للتغيير على تحديد مختلف توجهات بلادنا الخارجية وأولوياتها وفق ما تُمليه مصلحة البلاد وسيادتها الوطنية والالتزامات الناجمة عن انتماءاتها الجهوية والاقليمية والدولية ومقتضيات التعاطي مع التحولات السريعة والعميقة التي يشهدها العالم من حولنا. وتأكيدا لهذه التوجهات، أبرز الوزير حرص سيادة الرئيس في كل مرحلة من مراحل التغيير على توفير آليات التحرك اللازمة لديبلوماسيتنا للتفاعل الايجابي مع ما يتولد عن تطورات الاوضاع الدولية من تحديات ورهانات، وأرسى منهجية تحرّك واقعية وعقلانية، تستند الى رؤية استشرافية وقراءة موضوعية لهذه التطورات. كما بيّن أن تونس تمكنت بفضل هذا النهج المدروس والحكيم، من تحقيق انطلاقة جديدة في علاقاتها بسائر الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات والمؤسسات الاقتصادية والمالية العالمية وإقامة شراكات فاعلة ساهمت في تعزيز حضورها في مختلف فضاءات انتمائها ودعّمت رصيد الثقة الذي تحظى به. وأوضح السيد عبد الوهاب عبد الله أن انحياز تونس الدائم للسلم والاستقرار والعدل في العالم ينسجم مع ثوابت سياسة بلادنا الخارجية التي تقوم على مبادئ الشرعية الدولية والاحترام المتبادل بين الدول ومناصرة قضايا الحق والعدل وفضّ النزاعات بالطرق السلمية، وتفعيل قيم التعاون والتضامن والتآزر بين الأمم وتعزيز الحوار بين الشعوب والحضارات. وذكّر في هذا الاطار بدعوات سيادة الرئيس زين العابدين بن علي منذ السنوات الأولى للتغيير الى إضفاء بعد أكثر انسانية في ادارة العلاقات الدولية وصياغة تصور موضوعي مشترك لبعض المفاهيم كالتضامن وحماية حقوق الانسان ومعالجة قضايا التنمية. كما أبرز الوزير أن انحياز تونس الدائم للسلم والاستقرار والعدل في العالم، يجد صداه في جملة الأهداف التي سطرها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي لسياسة تونس الخارجية بالنسبة للمرحلة المقبلة، مبيّنا أن في مقدمة هذه الأهداف مواصلة العمل على تحقيق درجة أرفع من الاندماج الفاعل لتونس في محيطها الاقليمي والدولي. وأشار في هذا الاطار الى تأكيد سيادة الرئيس في برنامجه الانتخابي تمسّك بلادنا بانتمائها المغاربي وعزمها على مواصلة الاسهام في النهوض بالعمل العربي المشترك بما يكرس الأهداف المشتركة في التنمية والتقدم ويخدم القضايا المصيرية للأمة العربية وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني العادلة التي جعل منها سيادة الرئيس قضيته الشخصية. ومن جهة أخرى، بيّن الوزير أن تونس ستعمل على مواصلة دعم أواصر الأخوّة والتضامن بين الدول الاسلامية والارتقاء بعلاقات التعاون والتضامن مع البلدان الافريقية وتوسيع روابط الشراكة والتعاون مع مختلف دول الفضاء الاوروبي، الشريك الاقتصادي والتجاري الاول لبلادنا، فضلا عن دعم مختلف أطر التعاون الاوروبي المتوسطي. وأكّد في هذا الاطار حرص تونس على ارساء تشاور أكبر وتنسيق أرفع بين ضفتي المتوسط من أجل وضع خطة عمل لمعالجة ظاهرة الهجرة وفق مقاربة شاملة تسهّل اجراءات تنقل الاشخاص وتأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف المعنية بهذه الظاهرة، مذكرا بأن تونس ستعمل في الفترة المقبلة على توسيع تجربة الهجرة المنظمة التي توختها مع فرنسا لتشمل بقية دول الاتحاد الاوروبي وهو ما من شأنه ان يُسهم في ايجاد فرص عمل للكفاءات التونسية في الخارج لا سيما في صفوف حاملي الشهائد العليا. كما أكّد السيد عبد الوهاب عبد ا& أن مواطنينا في الخارج سيبقون دائما في جوهر اهتمامات الرئيس زين العابدين بن علي وهو حريص باستمرار على تأمين ظروف عمل وإقامة لائقة للعمال المهاجرين وحمايتهم من كل اشكال التمييز وضمان حقوقهم الاساسية وتوفير الظروف الملائمة لاندماجهم في دول الاقامة حتى يكونوا خير سفراء لتونس بالخارج ويظلوا عامل استقرار وتقارب بين دول الاقامة وبلادنا. وفي اطار حرصها على توسيع شبكة علاقاتها واستكشاف فضاءات جديدة للتعاون والشراكة، بيّن الوزير ان تونس ستعمل على مزيد دفع علاقات الصداقة مع دول القارتين الامريكية والآسيوية، وستحرص على الارتقاء بمستوى حضورها في مختلف أجهزة الأممالمتحدة وهياكلها ومجموعاتها الجهوية والاقليمية. وبيّن عضو الديوان السياسي ان مقاربتنا الوطنية للتنمية بإنجازاتها الرائدة والمراتب المتميّزة التي تحصّلت عليها بلادنا ضمن تقارير المنظمات العالمية ومؤسسات التصنيف الدولي، مثّلت سندا حقيقيا لسياستنا الخارجية وأن تطوّرات الأوضاع في العالم أثبتت صواب خيارات سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ورجاحة مبادراته. وفي ختام الندوة عبّر إطارات ومناضلو ولاية بنزرت عن عميق سعادتهم بنجاح سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في الانتخابات الرئاسية مؤكدين التفافهم حول خياراته الحاضرة والمستقبلية وعزمهم الكبير على مواصلة مسيرة البناء والنماء التي تشهدها بلادنا في ظل القيادة الرشيدة والحكيمة لسيادة الرئيس. من ناحية أخرى افتتح السيد عبد الوهاب عبد الله، المعرض الجهوي الوثائقي والتنموي الذي أقيم بمناسبة الذكرى 22 للتحوّل بدار الثقافة الشيخ ادريس، والذي يبرز من خلال مكوّناته المكاسب والإنجازات التي تحققت في ولاية بنزرت في جميع المجالات والميادين.