استمعت اللجنة الأولى لمجلس النواب أول أمس إلى بيانات السيد عبد الوهاب عبد اللّه وزير الشؤون الخارجية حول مشروع ميزانية الوزارة لسنة 2010. وأكد الوزير في مستهل الجلسة أهمية المرحلة المقبلة في تاريخ بلادنا بعد النجاح المتميز للانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة والتي مثلت محطة بارزة على درب تكريس المسار الديمقراطي التعددي جدد فيها الشعب التونسي بكل فئاته وشرائحه تمسكه بالرئيس زين العابدين بن علي عبر ارادة حرة وصادقة في كنف احترام القانون والشفافية والتنافس النزيه وهو ما أجمع عليه كل الملاحظين من البلدان الأوروبية والعربية ومن المفوضية الافريقية الذين تابعوا مختلف مراحل العملية الانتخابية. وبيّن في هذا الاطار ان محاولات بعض الأوساط المناوئة والمشبوهة التشكيك في سلامة العملية الانتخابية باءت بالفشل وتم التصدي لها وفضحها والرد عليها مؤكدا التزام تونس بالنهج القويم للرئيس بن علي القائم على التمسّك بالسيادة الوطنية كمبدإ مقدس والدفاع عن استقلالية قرارها ورفض التدخل في شؤونها الداخلية مهما كان مأتاه. كما أوضح وزير الشؤون الخارجية ان مقاربة الرئيس زين العابدين بن علي التنموية الشاملة مكنت البلاد رغم محدودية الموارد من تحقيق نجاحات وإنجازات بوأتها مراتب متقدمة على الأصعدة العربية والافريقية والدولية ومثّلت الشهادات الدولية الصادرة عن المنظمات الدولية ومؤسسات التصنيف العالمية اعترافا دوليا لصواب الخيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لرئيس الدولة. وأوضح ان سيادة الرئيس خص السياسة الخارجية بالمحور 24 من برنامجه الانتخابي «تونس انحياز دائم للسلم والاستقرار والعدل في العالم» وهو عنوان مرحلة جديدة من الفعل والانجاز ستدعم موقع بلادنا المتقدم على الساحتين الاقليمية والدولية في انسجام مع ثوابت سياسة تونس الخارجية التي تقوم على مبادئ الشرعية الدولية والاحترام المتبادل ومناصرة قضايا الحق والعدل وتفعيل قيم الشراكة المتضامنة والتعاون المتكافئ بين الشعوب. وذكر السيد عبد الوهاب عبدا& في هذا الاطار ان الرئيس زين العابدين بن علي عمل منذ السنوات الاولى للتغيير على تحديد مختلف توجهات تونس الخارجية وأولوياتها وفق ما تمليه مصلحة البلاد وسيادتها الوطنية كما يحرص سيادته في كل مرحلة على توفير آليات التحرك الديبلوماسي الملائمة للتفاعل الايجابي مع ما يتولد من تطورات في الاوضاع الدولية وارساء منهجية تحرك واقعية وعقلانية ومتفتحة مكنت تونس من تحقيق درجة كبيرة من الاندماج الفاعل في محيطها الاقليمي والدولي واقامة شراكات فاعلة ساهمت في تعزيز حضورها ودورها في المحافل الدولية ودعمت رصيد الثقة الذي تحظى به. وأكد في هذا السياق انه بفضل هذه السياسة الحكيمة والرصينة للرئيس بن علي أصبحت تونس تتمتع بعلاقات ممتازة وودية مع مختلف فضاءات انتمائها. وردا على تساؤلات واستفسارات النواب جدد الوزير تأكيد تمسك بلادنا بانتمائها المغاربي وعزمها على مواصلة الاسهام في النهوض بالعمل العربي المشترك بما يكرّس الاهداف المشتركة في التنمية والتقدم ويخدم القضايا المصيرية للأمة العربية وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني العادلة التي جعل منها الرئيس زين العابدين بن علي قضيته الشخصية. كما أبرز السيد عبد الوهاب عبد الله ما تكتسيه رئاسة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية لمنظمة المرأة العربية من أهمية لمزيد التعريف بما تحقق للمرأة التونسية من مكاسب رائدة وغير مسبوقة في العالمين العربي والاسلامي والاسهام في الارتقاء بواقع المرأة العربية وتوسيع مشاركتها في الحياة العامة والمسيرة التنموية للدول العربية. من جهة اخرى أكد الوزير حرص تونس على الارتقاء بعلاقات التعاون والتضامن مع البلدان الافريقية وتوسيع روابط الشراكة والتعاون مع مختلف دول الفضاء الأوروبي الشريك الاقتصادي والتجاري الأول لبلادنا من أجل الارتقاء بعلاقاتنا الى وضعية الشراكة المتقدمة ودعم مختلف اطر التعاون الأوروبي المتوسطي فضلا عن سعي تونس الى تطوير علاقاتها مع الدول الأمريكية والآسيوية وتعزيز حضورها ومساهماتها في المؤسسات الدولية والاممية كما ذكر بالمبادرات الرئاسية الرائدة والداعمة لمبادئ الاستقرار والعدل والتضامن والتنمية في العالم. وثمن اعضاء اللجنة في تدخلاتهم الجهود الكبيرة والفاعلة التي تقوم بها الدبلوماسية التونسية بهدي وتوجيه من الرئيس زين العابدين بن علي من أجل تعزيز الصورة الناصعة لتونس في المحافل الدولية والدفاع عن مناعة البلاد وسيادتها وصيانة هويتها والمحافظة على مصالحها العليا.