الزمان 12 أفريل 2009 المكان ملعب الطيب المهيري بصفاقس، الاطار ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال العرب بين النادي الرياضي الصفاقسي والوداد البيضاوي المغربي وكانت كل المؤشرات توحي بلقاء واعد لكن وفي لحظة تحولت المباراة إلى مأتم عندما سقط المحب حمدي الرقيق وتضرجت المدارة بدماء الشاب الذي كان يمني النفس بفرجة وانتصار فريقه المفضل لكن يد المنون كانت أسرع اليوم وبعد مرور قرابة السبعة أشهر على الحادثة المشؤومة فإن مآقي عائلة الرقيق لم تجف وإن اكتوت بفقدان ابنها فإنها اكتوت كذلك بلامبالاة بعض مسؤولي الفريق الذين وعدوا والد المرحوم بصرف تعويض له مرة أولى عبر تنظيم لقاء ودي بين فريق عاصمة الجنوب والترجي الرياضي تخصص مداخيله مناصفة بين عائلتي المرحومين حمدي الرقيق وكمال الطالبي ومرة ثانية عبر صرف مبلغ 50 ألف دينار يتولى دفعه أعضاء لجنة دعم الفريق والمتكونة من 10 أعضاء. وقد تعهد هؤلاء السادة العشرة في لقاء مصغر على هامش الجلسة العامة للنادي الصفاقسي المنعقدة بتاريخ 772009 وأمام السيد الوالي بدفع مبلغ قدره 5 آلاف دينار من طرف كل عضو لفائدة السيد حمادي الرقيق والد المرحوم إلا أن تلك الوعود لم تنفذ باستثناء السيدين لطفي عبد الناظر والمنصف السلامي أما البقية ففيهم من قام بنهر والد الضحية على غرار أحد المسؤولين البارزين في الهيئة والذي قال (نقلا عن السيد حمادي الرقيق) «النومرو هذا تنساه خيره من اللي نتصرف» أما أمين المال فلم تكن اجابته بأحسن من سابقيه بأن ذكر أن الفريق بالكاد يجمع الأمول لخلاص اللاعبين. أما السيد عادل الشعري فإنه أبدى استعدادا لدفع المبلغ وقد أكد أنه سيتصل بوالد المرحوم حالما ينتهي من اجتماعه وقد قال السيد حمادي الرقيق «ما زلت بانتظار انتهاء هذا الاجتماع». ولم يكن رد باقي الأعضاء بأحسن حال بل اتسمت كلها بالتسويف والمماطلة باستثناء السادة عبد العزيز بن عبد ا& ولطفي عبد الناظر والمنصف السلامي الذين هونوا على محدثنا بعضا من محنته في فقدان ابنه كما نوه بتلك الحركة التي أتاها أعضاء مجموعة أحباء الفريق في إهدائه اشتراك لدخول مباريات الفريق رغم أن هؤلاء الشبان عاطلين عن العمل لكن الحركة تكشف عن معدنهم. للإشارة تمكنا من الحصول على وثائق تفيد أن رئيس لجنة أحباء النادي الصفاقسي هو الذي طلب من المرحوم الصعود على سطح المدارج وتعليق لافتة مما حدا بسقوطه ووفاته بعد صراع مرير مع الموت. يختم السيد حمادي الرقيق بالقول : «أنا لا أريد الالتجاء للقضاء للشكوى بفريقي الذي أعشقه حد النخاع وتوفي ابني هياما به، ولأن «السي آس آس» مدرسة ورجالاتها دون حصر لكنني أفكر في الالتجاء إلى السيد الوالي الذي قطع أمامه المسؤولون وعودا من تلقاء أنفسهم ولم يلتزموا بها وأفكر في عرض قضيتي علي برنامج تلفزي عليّ أجد الآذان الصاغية !... (توقف محدثنا عن الكلام وأجهش ببكاء مرّ) لتتواصل مأساتي اختار البعض الاتجار بها وترويج اسطوانات تحتوي صور ابني وتصريحاتي قبيل الوفاة وبعدها فيما يبقى ملفي طي النسيان».