جاء الى الفريق متقلدا دور المنقذ والمخلص في أكثر الفترات حساسية وخصوصية في تاريخ النادي وبعد فترة شعر فيها الشارع الصفاقسي بالاحباط وعاش على وقع الفعل ونقيضه وبين شح الترشحات وحمى الانسحاب لتخيم الضبابية على رئاسة الفريق التي ظل موقعها ينتظر من ينفض عنه غبار الأزمات المتلاحقة ومن يملك جرعة كافية من الجرأة والشجاعة ليتقلده. عملية ملء الفراغ قدر لها أن تتم مؤخرا بتزكية نوفل الزحاف ابن الرئيس الاسبق للفريق المرحوم توفيق الزحاف وقد سبق له العمل في هيئة العارم في التسعينات على رأس فرع كرة القدم ليصبح رسميا بعد الجلسة العامة رئيسا للفريق في اجماع شبه تام على شخصه وعلى دعمه والغاية بالأساس اعادة الروح وتصحيح المسار وضمان انطلاقة جديدة لل «سي آس آس». ثمرة التفاهم «الشروق» التقت الرئيس الجديد وسلطت الضوء على عديد النقاط وفتحت معه عديد الملفات في الحديث التالي الذي بدأناه بالسؤال عن التزكية هل جاءت جراء عملية اتفاق ومصالحة أو باقتراح من بعض الوجوه الفاعلة أم هي بالدرجة الاولى اختيار شخصي منه فكان رده: تواجدي في هذا الموقع هو نتيجة تعاون وتكاتف الجميع وهو نتاج عمل لجنة الحكماء في المقام الاول للخروج من الوضع الكارثي فتم تداول اسمي ثم تم الجلوس الي وتناولنا المسألة من كل جوانبها عندها أيقنت بنداء الواجب وأنه لابد من اتخاذ خطوة الى الأمام في هذا الاتجاه لتحريك المياه الراكدة ورأب الصدع وتحمل مسؤولية قيادة الفريق والهدف كان مصلحة النادي أولا وأخيرا دون أن ننسى أن تقمص هذا الدور في هذا الفريق العريق شرف كبير. مسؤولية جسيمة وأضاف حين سألناه عن مدى استشعاره لأهمية الموقع الذي يشغله في هذه الفترة بالذات وبعد التطورات الاخيرة قائلا: «لقد عملت من قبل في ال«سي آس آس وأعرف جيدا ما يتطلبه العمل في فريق كبير وعريق وما بالك في هذه الفترة الحساسة بالذات فعلا هي مسؤولية جسيمة وكل يوم يمر الا وتزداد جسامة من جهتي سأجتهد للقيام بدوري على الوجه الاكمل مستغلا الالتفاف وشعلة الحماس التي ظهرت تجلياتها خلال فعاليات ووقائع الجلسة العامة من كل الاطراف والوجوه الفاعلة على حد سواء». تحدّ وليست جرأة وعن جرأته بإقدامه على اعتلاء هذا المنصب الذي تحول الى «غول مخيف» وضّح: «هذا ليس من باب الجرأة بقدر ماهو تحدّ فكل مسؤول يتولى منصبا معيّنا ويقدم على تحمّل مسؤولية ماهو أمام تحدّ لإثبات أهليته وأحقيته من جهة وللسعي الى تحقيق النجاح في مهمته والطموح للوصول الى الأفضل من جهة أخرى». رهان على الوعود السيد نوفل الزحاف له دراية معقولة بعالم الجلد المدّور وتجربته وخبرته وراءه في هذا المجال لكن يشكل غياب المادة بالشكل المطلوب لدى صاحب هذا المنصب أمام ترسانة المصاريف عائقا ويطرح أكثر من نقطة استفهام فوضّح: «هذا مربط الفرس فالمبدأ الذي اتفقنا عليه قبل التزكية وبعدها وتأكد في الجلسة العامة هو تكفل كل الوجوه الفاعلة في الفريق سواء المنضوية تحت امرة لجنة الحكماء التي يترأسها لطفي عبد الناظر ولجنة الدعم بقيادة بسّام الوكيل وبقية المنتمين للعائلة الموسعة بتولي مسألة ضخ الأموال وتوفير السيولة اللازمة لمواجهة المصاريف وتيسير عمل أعضاء الهيئة ورئيسها الذين ستقتصر مهمتهم على تسيير دواليب الفريق إداريا فحسب». وأردف: «لم أكن لأتسلم مقاليد الأمور إلاّ انطلاقا من التفاف الجميع وإقرارهم بتوفير الدعم اللازم وتعهدهم بذلك وأنا متأكد من أن الأمور ستسير وفق ما خطط لها». أهداف وأولويّات حول الخطوط العريضة والاستراتيجية التي سيعمل على ارسائها وأهداف النادي في الفترة المقبلة صرّح محدثنا: «هذا ليس شأني الخاص بل شأن الهيئة مجتمعة ومن ورائها لجنة الحكماء وجميعنا متفقون على العمل المركز على كل الفروع دون استثناء وايلاؤها جميعا الحظ نفسه من الاهتمام مع تحمل كل عضو لمسؤولياته ومبدؤنا في ذلك العطاء بلا حساب وسنعمل على ترسيخ ثقافة الانتصار في النادي تزامنا مع الهدوء والاتزان في تقبل النتائج على أنّ الأولوية ستكون موجّهة للعناية بالشبان بتوفير كل المستلزمات والظروف الملائمة لتأهيل الشبان. فضمان نجاح العمل القاعدي هو ضمان مستقبل متميز للفريق وما علينا في هذه النقطة إلاّ مواكبة القفزة النوعية التي شهدتها أصناف الشبان خلال الهيئات السابقة ولاسيما المتخليّة التي عبّدت الطريق فضلا عن وجود بنية تحتية متميّزة وتجهيزات من أعلى مستوى. كما أننا سنعمل على مزيد الاحاطة «سوسيوس» وعلى مزيد اشعاعها إيمانا منا بأهمية دورها وبانجازاتها في السنوات الأخيرة». الجدية والانضباط «على غرار المسؤولين اللاعبون مطالبون بتحمل مسؤولياتهم وأن يضعوا نصب أعينهم ما يعنيه الانتماء الى فريق مثل «السي آس آس» فنحن من جهتنا نقدّم لهم اسما في هذا الحجم وامتيازات جمّة وهم من جهتهم عليهم بالبذل والدفاع عن ألوان الفريق. من طبعي دائما أن أكون قريبا من اللاعبين تماما مثل تمسّكي بفرض الانضباط فالتسيّب بكل أشكاله مرفوض والعقوبات ستكون الرد الأمثل على كل مخالفة وكل تجاوز من هذا النوع رغم ان الانضباط يصب في مصلحة اللاعب بدرجة أولى وما أطلبه أيضا من اللاعبين انصرافهم الى العمل وشيئا فشيئا تأتي النتائج». ملفات على الطاولة أولى الملفات المطروحة التي تنتظر الفريق هو ضمان بداية موسم موفقة ودرس وتسوية عديد المسائل في هذا الإطار ذكر الزحاف أنه سيجلس مع الاطار الفني ليتمّ النظر أولا في ملف الأجانب الذي بات يمثل عبئا كبيرا على الفريق في ظل وجود عدد كبير منهم وصل الى حدّ التخمة وما يقتضيه ذلك من اهدار للأموال يمكن الحدّ منه وتلافيه وسيسعى رفقة هذا الاطار الى الغربلة والابقاء فقط على الأنسب والمفيد. الانتدابات أما في ما يتعلق بملف الانتدابات فإنه لم يغلق بعد حسب محدثنا لكنه في المقابل أكد: «لن نقدم على الانتداب إلا في حالة العثور على اللاعب الذي تتوفر فيه مواصفات وإمكانيات تجبرنا على انتدابه وتكون إضافته مضمونة مائة بالمائة وهذا يعني أيضا فسح المجال للشبان الذين يزخر بهم الفريق والذين برهنوا في نهاية الموسم الفارط على علوّ كعبهم وقيمتهم الفنية المتميزة». الديون الديون من الملفات التي أثيرت كثيرا وأثارت جدلا واسعا في المدة الأخيرة فسألنا الزحاف عن عملية تقصّيها وهل تمّ حصرها نهائيا فأجاب «تمّت المصادقة خلال الجلسة العامة على فحوى التقرير المالي وتمّ حصر الديون بصفة نهائية ولن نفوّت الفرصة دون توجيه شكر خاص الى الرمز والى الاب الروحي للفريق المنصف السلامي الذي كانت مجهوداته استثنائية على هذا الصعيد وعلى كافة المستويات الأخرى وسيبقى خير سند لنا وللنادي في الفترة المقبلة».