قطعت الرياضة التونسية منذ انبلاج فجر التغيير خطوات عملاقة وحققت قفزات نوعية ستبقى منقوشة بحروف ذهبية في الذاكرة الوطنية والمخطوطات التاريخية والحقيقة أن لغة الأرقام المعروفة بالواقعية والعقلانية تشهد وحدها على الانجاز الذي لامس كافة أوجه النشاط الرياضي فالملاعب المعشبة التي كانت معدودة في كل المناطق ولا شك أن ورشة البناء التي لا تعرف التوقف والجمود أثمرت في المرحلة الأخيرة العديد من الدرر الرياضية الجديدة الثرية بأرقى المرافق العصرية والمجهزة بالوسائل التكنولوجية الحديثة وهذا دليل على أن منظومة التغيير المتكاملة راهنت على الانسان واعتبرته الجوهر الأساسي للتنمية بمختلف أبعادها وأشكالها ومثل هذه الانجازات الرائدة عزّزت من مكانة تونس في المنظمات الدولية وهو ما تجلّى في تبنّي الأممالمتحدة للقرار الاممي القاضي باعتبار الرياضة وسيلة لتعزيز التربية والصحّة والتنمية والسلم والمصادقة عليه من طرف الجمعية العمومية للأمم المتحدة يوم 3 نوفمبر 2005 وذلك بمبادرة من فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وقد قضى القرار باعتبار سنة 2005 سنة دولية للرياضة والتربية البدنية. إن مكانة الرياضة في عهد التغيير اكتسبت البعد التي تستحقه مثلما يؤكد الواقع وكان من الطبيعي ترجمة نتائج المنتخبات والفرق التونسية للمجهود الجبّار للدولة ليصعد ممثلون فوق منصّات التتويج ويدخل فرسان تونس مرحلة الامتياز والاقناع والابداع ويقدّمون صورة جميلة ومضيئة عن هذا البلد الصغير جغرافيا والكبير بإرادة أبنائه ورغبتهم في التفوّق وتشريف راية الوطن العزيز. إن افتخارنا بالرياضة التونسية لا ينبع من شعارات وتنظيرات بل من حقائق موضوعية قائمة على أرض الواقع والثابت أن الرياضة ستبقى في قلب اهتمامات فخامة الرئيس زين العابدين بن علي الذي لم يبخل مطلقا على أبنائه الرياضيين بالدعم والتشجيع في كل مناسبة خاصة الذين رفعوا راية البلاد خفّاقة في المحافل الدولية والذاكرة الخصبة لن تفسخ البرقيات الغزيرة المشجعة التي يرسلها للمبدعين والمتألقين والاستقبالات التاريخية التي يكرّم بها المتفوّقين والناجحين حيث حظي منتخب المعوقين الذي شرّف تونس في الألعاب الاولمبية الاخيرة ببكين بهذا التكريم تماما مثل البطل الاولمبي والعالمي للسباحة أسامة الملولي كما سبق للعديد من الابطال في الاندية والمنتخبات أن نالت هذا الشرف وهو تأكيد بأن تونس تفتخر دوما بأبنائها المتألقين والناجحين في جميع المجالات والقطاعات. 22 عاما من الامتياز في كرة القدم: تتويجات ونجاحات للأندية والمنتخبات قبل التحوّل المبارك كانت الخزانة التونسية فارغة من الألقاب القارية والمتوسطية على مستوى الاندية والمنتخبات ومع اشراقة فجر التحوّل المبارك حصلت القفزة النوعية في مختلف القطاعات والاختصاصات وتعدّدت الانجازات والتتويجات التاريخية وأصبحت تونس نقطة اشعاع مضيئة ومتلألئة. هذه النتائج كانت من ثمار النظرة الاستشرافية والعناية الموصولة لفخامة الرئيس زين العابدين بن علي بالرياضة التي صارت مبنية على الواقعية والعقلانية على غرار بقية القطاعات فجاءت الالقاب والميداليات التي لم تكن تدغدغنا حتى في الأحلام وهذا الجرد الملخص لهذه الانجازات خلال 22 سنة. جانفي 1988: المنتخب التونسي يتأهل لأولمبياد سيول بعد 28 سنة من الغياب. ديسمبر 1988: النادي البنزرتي يتحصل على كأس الكؤوس الافريقية وهو أول لقب قاري لأنديتنا. سبتمبر 1989: حصول الملعب التونسي على كأس العرب للاندية وهو أول لقب عربي لفرقنا. ديسمبر 1991: النادي الافريقي يفوز بكأس افريقيا للاندية البطلة لأول مرة في تاريخ الفرق التونسية. جانفي 1993: حصول النادي الافريقي لأول مرّة على الكأس الافروآسياوية. ديسمبر 1993: الترجي الرياضي يرفع أول كأس عربية للاندية البطلة في تاريخ الفرق التونسية. ديسمبر 1994: الترجي الرياضي يرفع كأس افريقيا للأندية البطلة. جانفي 1995: الترجي الرياضي يهدي لتونس لأول مرة الكأس الافريقية الممتازة. أكتوبر 1995: الترجي الرياضي يتحصل على الكأس الأفروآسياوية. أكتوبر 1995: النادي الافريقي يفوز بكأس الكؤوس العربية. ديسمبر 1995: أول كأس للكنفدرالية في تاريخ الفرق التونسية من نصيب النجم الساحلي. فيفري 1996: أول ترشح للمنتخب التونسي لنهائي كأس افريقيا خارج تونس. ماي 1996: الكأس العربية الممتازة من نصيب الترجي الرياضي. جويلية 1996: المنتخب التونسي يشارك في أولمبياد أطلنطا. نوفمبر 1997: النادي الافريقي يتحصل على الكأس العربية للأندية البطلة نوفمبر 1997: الترجي الرياضي يفوز بكأس الكنفدرالية. ديسمبر 1997: النجم الساحلي يتحصل على كأس الكؤوس الافريقية. مارس 1998: النجم الساحلي يرفع الكأس الافريقية الممتازة. جوان 1998: المنتخب التونسي يشارك في مونديال فرنسا. نوفمبر 1998: النادي الصفاقسي يتحصل على كأس الكنفدرالية. ديسمبر 1998: الترجي يتحصل على كأس الكؤوس وهو أول فريق افريقي يتحصل على جميع الالقاب القارية. نوفمبر 1999: النجم الساحلي يتحصل للمرة الثانية على كأس الكنفدرالية. سبتمبر 2000: النادي الصفاقسي يرفع كأس العرب للأندية البطلة. سبتمبر 2001: المنتخب الاولمبي يتحصل لأول مرّة في تاريخنا مع الالعاب المتوسطية على الميدالية الذهبية. مارس 2002: الملعب التونسي يتحصل للمرة الثانية على كأس الكؤوس العربية. جوان 2002: المنتخب التونسي يشارك في مونديال كوريا واليابان للمرة الثانية على التوالي. ديسمبر 2003: النجم الساحلي يحرز على كأس الكؤوس الافريقية للمرة الثانية. فيفري 2004: المنتخب التونسي يحقق حلم جميع الأجيال الرياضية بالحصول على كأس افريقيا للأمم. جوان 2004: حصول النادي الصفاقسي بكثير من الامتياز على أول بطولة عربية للأندية في نسختها الجديدة. أوت 2004: المنتخب الأولمبي يشارك في أولمبياد أثينا ويحقق أول انتصار في الالعاب الأولمبية على حساب المنتخب الصربي 3/2. أوت 2005: ترشح منتخبنا لنهائيات كأس افريقيا للمرة السابعة على التوالي بعد فوزه على كينيا. أكتوبر 2005: تأهل صقور قرطاج للمرة الثالثة على التوالي الى المونديال (98 2002 2006). جوان 2005: أول مشاركة لمنتخبنا الوطني في كأس العالم للقارات وتحقيق أول انتصار في هذا العرس الكروي العالمي على حساب استراليا 2/0 جوان 2006: مشاركة تونس في مونديال ألمانيا للمرّة الرابعة والثالثة على التوالي. ديسمبر 2006: حصول النجم على كأس الكنفدرالية للمرّة الثالثة. أوت 2007: تألق منتخب الاصاغر في المونديال وانتصاره في 3 مقابلات متتالية في الدور الأول. نوفمبر 2007: حصول النادي الصفاقسي على كأس الكنفدرالية للمرّة الثانية. نوفمبر 2007: تألق النجم الساحلي بحصوله على أمجد الكؤوس القاريّة أمام الأهلي بملعب القاهرة. ديسمبر 2007: أول مشاركة تونسية في كأس العالم للأندية باليابان بفضل النجم الساحلي الذي حقق أول انتصار تونسي في هذا العرس العالمي على حساب باتشوكا المكسيكي. فيفري 2008: ترشح النجم الساحلي والنادي الصفاقسي لنهائي الكؤوس الممتازة وتتويج فريق النجم الساحلي للمرّة الثانية باللقب. أكتوبر 2008: تأهل النجم الساحلي والنادي الصفاقسي لنهائي كأس الكنفدرالية وحصول فريق عاصمة الجنوب على اللقب خلال شهر نوفمبر. تتويجات عربية ومغاربية سنة 2009 لئن غابت التتويجات الافريقية سنة 2009 بعد مواسم متتالية ثرية فإن فرسان تونس نجحوا مغاربيا وعربيا حيث قبض الترجي الرياضي في شهر جانفي 2009 على كأس شمال افريقيا تماما مثل النادي الافريقي المتحصل على بطولة شمال افريقيا للأندية كما رفع الترجي الرياضي البطولة العربية للاندية. كما حقق منتخبنا خطوة عملاقة نحو المونديال ويكفيه النجاح بالموزمبيق لتحقيق هذا الامتياز للمرّة الخامسة في تاريخنا والرابعة على التوالي. العمل أولا وأخيرا الأكيد أن هذه الثروة النفيسة والنادرة من الألقاب والتتويجات في هذا الظرف الوجيز والتي ساهمت في تلميع وتجميل رياضاتنا لم تكن وليدة الصدفة بل هي ثمرة العمل المدروس والتخطيط السليم المبني على النظرة الاستشرافية والعقلانية لأنه لا مجال للأساليب الرعوانية في هذا العصر الذي راهنت فيه بلادنا على الثروة البشرية وتوظيف التكنولوجيا العصرية وبمثل هذه العقلية يحق لنا أن نرفرف فوق أجنحة الأمل وانتظار الانجازات والامتيازات.