استقبلنا منذ أيام النسخة السابعة من برنامج ستار أكاديمي على قناة LBC اللبنانية مما جعله محور حديث الجامعات هذه الأيام وكالعادة أبهرنا هذا البرنامج بتصميم الاستديو الخلاب وأضوائه الساطعة التي تشغل المشاهد عن أهداف البرنامج الخفية ويشجعه على إضاعة الوقت لمدة ساعات دون أن تحصل أي إفادة. فهذا البرنامج يشجع على التفسخ الأخلاقي والتنصل من قيمنا العربية الأصيلة ما يدفعنا إلى الوقوف على هذا الخطر الإعلامي الذي يترصد طلبتنا دون سابق إنذار. فالمشاهد البسيط يتخيل أن ستار أكاديمي هو أحد برامج الواقع هدفه التسلية والترفيه لكنه في الحقيقة مخطط استعماري يسعى إلى النيل من هويتنا الإسلامية عبر جعل ثقافة المساكنة بين شاب وفتاة أمر عادي أو ربما الإفصاح العلني عن الحب الوهمي إعلان بسيط. بل إن هذا البرنامج يتناقض مع مخطط القائد الأسطورة صلاح الدين الأيوبي أو جمال عبد الناصر اللذين طالما شجعا على الوحدة العربية ليكون العرب يدا واحدة أمام أي هجوم غربي أو صهيوني في حين أن ستار أكاديمي يسعى إلى تفتيت العلاقات بين الدول العربية الشقيقة من خلال التنافس على لقب وهمي مما يعطي الفضاء الرحب للدول الاستعمارية لانتهاز هذا التوتر لفرض أي تدخل غربي ففكرة البرنامج في الأخير غربية الأصل. فالصهاينة يسعون إلى فعل المستحيل من أجل النيل من هويتنا وقيمنا باعتماد جميع الفرص المتاحة مما يسهل عليهم عملية استعمارنا فأن يكون لبعض المرشدين السياحيين الإسرائيليين بمصر القدرة علي تضليل السياح عبر إخبارهم بأن تاريخ مصر مزيف وأن اليهود هم من بنوا الأهرامات فهذا يؤكد أن هؤلاء هدفهم الوحيد هو إعادة تشكيل التاريخ لفرض وجودهم والقضاء على التراث العربي بما فيه مبادءنا فالتاريخ لا يشتري ولا يباع والتشبث به هو السلاح الوحيد للحفاظ عليه دون أن ننكر ضرورة تفادي ألاعيبهم مثل برنامج ستار أكاديمي. ولا شك أن أولى ضحايا هذا البرنامج هم المشاركون فيه فرغبتهم في اعتلاء الشهرة تلغي فيهم كرامة العربي ورفضه سمة الكذب والتحايل على المرأة والحقد على الآخر بل المشارك في صراعه مع المتنافسين الآخرين وكأنه يصارع أخوته الذين يشاركهم الدين واللغة ومعظم التقاليد والمبادئ فبرنامج ستار أكاديمي سلاح إعلامي يهدد العالم العربي. وهذا ما يدفعنا إلى وضع حدود أمامه عبر توعية طلابنا بأهدافه الخفية. نهى بلعيد (طالبة بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار) [email protected]