صخور الصد في دنيا من الحجب فكم دهرا وقفت هنا على كبدي وكم دربا قطعت وراحتي تعبي أقايض بالسراج بريق أمنية ستلمع في دروب الناس والكتب تكسر... لست أدري كيف تنكسر أراجيح النسيم وخفقة اللهب ورجعه لم يزل في القلب عاصفة يفيض لها دمي بالحزن والعتب أجمعها شظاياه فتجتمع بقايا الصمت والاوجاع والغضب ووحدك جئت تطرقني وتعتذر بلا خطإ فأغفره... ولا سبب ولم أذكر متى أو أين شاهدك تكسر هذه الاعماق... واعجبي ولم أعرفك... كنت حطام مئذنة ومئذنة بحجم الكون والحقب وكنت ندى وزهرا ضاحك العبق وكنت حفيف أجنحة من السحب وكنت رؤى وتيارا وخارطة وملاحا بلا اسم ولا لقب وقفت... وكنت مثلي بادي الشجن تراقب كومة الاشلاء عن كثب وقلت: «غدوت طيفا... واختفى الألق» «كبرت». أضفت مبتسما كمكتئب وقلت: «ترى أمازالت تعذبك دروب الناس والذكرى؟» ولم أجب وكنت أقول إني النطق يعوزني وكانت أدمعي تكتظ في صخب وكنت أقول: «إني كدت أعرفك» وكان مداي أكداسا من الحطب وكنت أود لو تبقى... وساعتها... رفعت يدا تودعني... ولم تؤب...