طالب الأمين العام لحركة «الجهاد الاسلامي» رمضان شلّح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بإلقاء مشروع التسوية في وجه أمريكا فيما حذّر صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين من ان يواجه محمود عباس نفس مصير عرفات. فقد اعتبر شلح أن الانتخابات ليست حلا ولا مخرجا للحالة الفلسطينية من مأزقها الراهن محذّرا من أنها ستكرّس الانقسام.. اعتراف بالفشل وأضاف: «إن إعلان «أبو مازن» الاستقالة لا يشكّل مخرجا وإن كان ما قاله له دلالات كثيرة أهمها اعتراف صريح بأن التسوية وصلت الى طريق مسدودة ولن توصل الى دولة فلسطينية». وتابع: «ليس المهم ان ينجو المرء بنفسه ولكن المهم ان يوفّر لشعبه ولقضيته سبل النجاح... وسبيل النجاح لقضيتنا هو الاعتراف الواضح بفشل خيار التسوية ووصوله الى طريق مسدودة.. من جانبه أعرب القيادي البارز في حركة الجهاد محمد الهندي عن استعداد حركته للمشاركة في انتخابات مجلس وطني فلسطيني إذا ما تم التوافق على إعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية وسياسية مستبعدا في الوقت ذاته مشاركة الحركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة. وفي سياق متصل التقى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في دمشق اول امس امين السر المعفى للجنة المركزية لحركة «فتح» في لقاء وصف بأنه تشاوري فيما ربط مراقبون بينه وبين إعلان عباس عدم الترشّح للانتخابات الرئاسية القادمة. وفي هذا السياق ذكرت مصادر فلسطينية ان عباس صرّح في اجتماعات مغلقة اخيرا انه يعتزم الاستقالة من منصبه قريبا فيما قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» ان عباس يفكّر في حلّ السلطة الفلسطينية أصلا.. مصير مشابه في هذه الأثناء حذّر صائب عريقات، رئيس الوفد الفلسطيني في المفاوضات وأحد أبرز المقرّبين لعباس من ان يواجه «أبو مازن» مصيرا مشابها لمصير الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في إشارة الى قيام إسرائيل والولايات المتحدة بالتخلص من عرفات بعدما رفض الانصياع للضغط الأمريكي. وقال عريقات خلال افتتاح مؤتمر دار الافتاء الأول بمدينة رام الله أتذكّر ما كان من الرئيس الشهيد ياسر عرفات عندما طلب منه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عام 2000 ان يقرّ بوجود الهيكل المزعوم أسفل المسجد الأقصى قائلا له «شاهدتك تسجد وأنت رجل مؤمن وأطلب منك ان تمتلك الشجاعة وتقرّ بوجود هيكل سليمان لتحقق دولتك» فردّ أبو عمّار «إنهم يحفرون منذ 30 عاما ولم يجدوا شيئا فهل تؤمن أنت بوجوده؟» فردّ عليه كلينتون وهو يقسم مرددا اسمه الثلاثي (نعم، أؤمن) فردّ عليه الرئيس الشهيد (أنا لن أفعل وإن لم نحرّرها الآن سيأتي من يحررها بعد 5 او 10 سنوات أو حتى بعد 100 سنة) فاجهشت بالبكاء فقد قال ابو عمار «لا لروما الجديدة».. وها هو قد مات شهيدا.. وتابع عريقات: «في سبتمبر من هذا العام رافقت «أبو مازن» الى واشنطن حيث طرحت أمورا تتعلق بالقدس والحدود وأعرب الرئيس عباس عن رفضه لأي دولة تنتقص من الحقوق والثوابت.. دولة تكون مسخا.. ولما اطلعت على الموقف الأمريكي ادركت اننا أمام نفس الاسطوانة المشروخة وان عباس سيواجه ما واجهه عرفات..». وكان عباس قد أكد أول أمس تمسكه بالثوابت الفلسطينية على الرغم من الضغوط الكبيرة.